أثر البعد الاجتماعي لمهمة الشعر في توحيد النقد عند ابن طباطبا عيار الشعر نموذجا
Abstract
حاولت الدراسة أن تستنطق السياقات النقدية ذات المضامين الاجتماعية
في كتاب عيار الشعر من أجل البرهنة على أن ابن طباطبا في حديثه عن أسرار الصنعة الشعرية كان ينطلق في آرائه النقدية عن فهم الناس للمهمة الاجتماعية للشعر جاء ذلك من خلال تسليط الضوء على الجانب النظري والجانب التطبيقي لكتاب عيار الشعر.
ولقد بدأت الدراسة بمقدمة تبين المكانة الاجتماعية المهمة التي تبوأها الشعر والشعراء في نفوس الناس منذ أفلاطون وأرسطو، بعد ذلك أشارت الدراسة إلى هذه المكانة العالية التي أولاها العرب للشعر والشعراء من خلال استعراض بعض الآراء لعدد من النقاد العرب الأوائل ابتداء من ابن سلام ومقولته المشهورة ( الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه ) ولم لهذه العبارة من إعلاء لقيمه الشعر ومكانته النابعة أصلا من طبيعة الدور الذي
يقوم به في المجتمع العربي القبلي والذي هو دور اجتماعي بشكل رئيسي. ثم حاولت الدراسة أن تعرض لمجمل فصول كتاب عيار الشعر سلطت الضوء
على العبارات النقدية التي يعتقد الباحث أنها ذات صلة عميقة بموضوع البحث لافتا النظر إلى ابن طباطبا. يؤكد بذلك الدور الاجتماعي للشعر والشاعر (إذ يبني تصوره للمهمة الاجتماعية على أساس فني المديح والهجاء وما يتصل بهما من أغراض ذات صلة بوظيفة اجتماعية) يقول ابن طباطبا (واعلم أن العرب أودعت أشعارها من الأوصاف والتشبيهات والحكم ما أحاطت به معرفتها. . .) إذ إن دلالات ابن طباطبا ومحمولات ألفاظه اجتماعية ولا تكاد تحيد عن هذا الخط الذي رسمه العرب للشعر والذي يحدد مهمة الشعر بالعبارة القديمة "الشعر ديوان العرب".
ثم حاولت الدراسة أن تبين الاهتمام بكتاب عيار الشعر لكون صاحبه واحدا من النقاد القدماء (في مجال التأصيل النظري للعمل الشعري) في مرحلة مبكرة من مراحل النقد العربي نسبيا من جهة، ومن جهة أخرى لعنايته بالصنعة الشعرية وما يترتب على صاحبها من تبعات من ارتضي لنفسه هذه الصنعة ولبروز تأثير المجتمع بشكل واضح على أن يجعلا ركنا أساسيا في معيار الشعر الذي يريده أن ينهض مع البناء من أساسه وينتهي بنهايته ملامسا العملية الإبداعية، بدوائرها الثلاث النص بوصفه فعلا منتجا والمبدع متسلحا بالموروث والمتلقي هدف العملية الإبداعية بدا ذلك من خلال رصد الأقاويل الصادرة عن ابن طباطبا فيما يخص التعليق على الأشعار الجيدة النسج أو الرديئة النسج من الناحية الفنية ومن حيث المضامين.