المعاني الثواني عند عبد القاهر الجرجاني من خلال : الكناية والاستعارة والتمثيل
الملخص
يتضمن هذا البحث مفهوم المعاني الثواني عند عبد القادر الجرجاني، وتطبيقها على الاستعارة والكناية والتمثيل.
وهذه المعاني يقصد بها المعاني البلاغية، وتدرك من خلال المعاني اللغوية أو المعاني الأول كما أسماها عبد القاهر. فإذا قلت مثلا: رأيت الأسد وأنت لا تريد الرجل الشجاع، فليسي في اللفظ معنى ثاني، لأن اللفظ استعمل في معناه الحقيقي. أما إذا أردت الرجل الشجاع، فإن اللفظ بجانب المعنى الحقيقي يدل على معنى ثاني هو الاستعارة.
وما ينطبق على الاستعارة ينطبق على الكناية، فإذا قلت: فلان كثير الرماد وأنت لا تقصد أنه مضياف فليس في اللفظ معنى ثاني. أما إذا أردت أنه مضياف فإن اللفظ يدل على المعنى الثاني الذي يعني الكناية، وهكذا ما ينطبق على الكناية ينطبق على التمثيل.
وعلى هذا فالدلالة الأولى للفظ عند عبد القاهر دلالة لغوية، أما الدلالة الثانية فهي دلالة بلاغية وهي شرط من شروط البلاغة في نظر عبد القاهر وبدونها لا يكون هناك بلاغة.
وقد تم تطبيق المعاني الثواني عبد القاهر أولاً على الكناية بأقسامها، وثانياً على الاستعارة بأنواعها، وثالثا على التشبيه التمثيلي والاستعارة التمثيلية معا.
والخلاصة مهما يكن من رأي عبد القاهر في المعاني الثواني، فقد بين البحث أنها ظاهرة بلاغية تشمل الكثير من المباحث البلاغية كالمجاز وأساليب الجمل الخبرية والإنشائية، وأحوال المسند والمسند إليه، وبعض مصطلحات البديع المعنوية واللفظية؛ إلا أن أبرزها عند عبد القاهر تكمن في الكناية والاستعارة والتمثيل