المعاهدون في القرآن الكريم دراسة مقارنة بين القرطبي وابن عاشور

Abstract

يتناول هذا البحث موضوع المعاهداتِ الدوليةِ التي تعد إحدى أبرزِ أنماطِ العلاقاتِ الدوليةِ عبر مر العصور، والتي تشكل أهمية بالغة في تحديدِ مصائرِ الدولِ ومستقبلِها. لكنّ البحثَ لا يتناول المعاهداتِ من حيث عمومِ صورها الواقعيةِ أو عمومِ أطرافها، بل من حيث كونها نتيجة للرؤيةِ الإسلاميةِ للاجتماع الإنساني السياسي الإسلامي تأثيرًا وتأثرًا. فالبحث يسلط الضوء بداية على تعريفِ المعاهدة ليصلَ إلى أن هناكَ تباينًا والتباسًا حاصليْن في تعريفاتِ الفقهاءِ والمفسرين للمعاهدة، ثم بيّن البحث العلاقة بين المعاهدة والمصطلحاتِ المقاربةِ لها، كالمهادنةِ والصلحِ والميثاقِ . وعرّج البحث بعد ذلك على أنواعِ المعاهدين والأحكامِ المتعلقةِ بهم عند كل من الإمامين القرطبي وابنِ عاشور؛ نظرًا لأن تحديدَ أصنافِ المعاهدين يؤدي دورًا مهمًا في فهمِ موقفِ المفسّرِ من قضيةِ المعاهدين. وقد قسّم البحث المعاهدين إلى ثلاثةِ أقسا م : معاهدين ملتزمي، وغير ملتزمي، ومعاهدين غير مأموني. سعى البحث كذلك إلى معرفةِ كيفيةِ تعاطي الإمامين القرطبي وابن عاشور مع أداتين مهمتين في تفسيرِ النصِ القرآني، وهما أداتا السياق والنسخ. حيث ابتدأ أولا ببيانِ منهجيةِ كل من الإمامين في التعاملِ مع قضيتي السياق والنسخ، تعريفًا وشروطًا وتقعيدًا، ثم بعد ذلك القيام بدراسة تقويمية لمدى مطابقةِ ما قرروه في مناهجهِم على واقعِ الممارسةِ التفسيريةِ لهذين الإمامي. أخيرًا كان ختام البحث محاولة من الباحثةِ لتقييم موقفِ الإمامين القرطبي وابنِ عاشور من المعاهدين والأحكام المتعلقةِ بهم في ضوءِ ما تقرر في الخطابِ القرآني _بناء على فهم الباحثة_ وفي ضوءِ توظيف كبير لأداة السياق لتحقيق فهم أفضل للقرآن. وقد عوّل البحث في دراسةِ موقف الإمامين على ثلاثةِ مناهج أساسية، الاستقرائي، والتحليلي، والمقارن.