أثر النهي في المنهي عنه و التطبيقات المعاصرة

Abstract

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأفضل التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن والاه إلى يوم الدين ... وبعد: فإن من المسائل التي عنى بها الأصوليون مسألة أثر النهي في المنهي عنه الذي رمزوا إليه بقاعدة " النهي يقتضي الفساد". وقد آثرت التعبير " بأثر النهي إلخ" كي لا نستبق الأمر بإعطاء الحكم على الشيء قبل بيانه، مع ملاحظة أننا نبحث في الأثر الدنيوي لا الأخروي. وهذه المسألة تكتسب أهمية كبيرة في حياتنا الحالية إذ إن كثيراً من الأفعال والتصرفات التي استجدت قد صدر فيها فتاوى من جهات مختلفة فاقتضى ذلك العودة إلى هذه القاعدة لبيان مدى ملاحظة المفتين في زماننا لها ومراعاتها. لذا وجب أن أفرد أحد المباحث للتطبيقات المعاصرة بعد أن أبحث في القاعدة نفسها. ومما تجدر الإشارة إليه أن القاعدة هذه توسع الأصوليون في ذكر الأدلة ومناقشاتها ودخلوا في افتراضات فلسفية وكلامية مما لا يتسع المقام إلى الإطالة به بل سأقتصر على ذكر أهم الأقوال وأهم الأدلة وأهم المناقشات لها في مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة.