الوسطية في القرآن الكريم : مفهومها وضوابطها

Abstract

ملخَّص البحث الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبيِّنا محمد، وآله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن التميُّز بالوسطيَّة مما اختصَّ الله تعالى به أمَّة الإسلام، فجعلها وسطاً بين الأمم، يتجلَّى ذلك في قول الحق سبحانه: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) (البقرة: 143). وتتمثَّل الوسطيَّة بمفهومها العام في أصول الاعتقاد، وأحكام التشريع ومنهج العبادات، وملامح الفكر وأساليب الدعوة، ومبادئ الأخلاق، وقد استحقَّت الأمة هذه المنقبة لتكون الرائدة، إذ هي الخاتمة، ولتُصلِح اعوجاج مَن سبقها من الأمم، فتصحِّح لهم انحرافهم، كي يستقيموا على الجادة، وتتحقَّق لها هذه الشهادة. وقد تقدَّمت لمجلتكم الغراء ببحث عنوانه: (الوسطيَّة في القرآن الكريم؛ مفهومها، وضوابطها)، وجاء ضمن خطة مفصلة مرفقة، تضمنت مقدمة، وتمهيداً، وخمسة مباحث رئيسة، وخاتمة، تعرَّضت في المقدمة لأهمية البحث، والباعث على اختياره، ثم مهَّدت بتعريف الوسطيَّة لغة واصطلاحاً، مستشهداً بالأدلة الشرعية عليها، وتناولت في المباحث الخمسة المحاور الأساسية للبحث، وفصَّلت في مجالاته ضمن مطالب فرعية محددة، كما تقصَّيت الاستدلال بنماذج حيَّة لهذه الوسطيَّة من القرآن والسنَّة في هذه المجالات المذكورة، وختمت البحث بثلَّة من النتائج المستفادة، وعدد من التوصيات المقترحة. والتزمت في البحث أصول المنهج العلمي، فوثَّقت من المراجع والمصادر أصولاً، وتوخَّيت الدِقَّة في العرض، بعيداً عن الاستطراد، وملتزماً خطة البحث بموضوعية. وفي الختام أسأل الله تعالى العون والسداد، وأن يكتب للجميع التوفيق والنجاح. وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، وآله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.