من الأمن إلى المكانة الدولية: المحدودية التفسيرية لنظرية الواقعية الجديدة والمسايرة

Abstract

تسعى هذه الورقة لمساءلة الكفاءة التفسيرية لنظرية المسايرة بوصفها نظرية دقيقة specific theory تتفرع عن نظرية عامة general theory هي الواقعية الجديدة التي نساءل أيضًا قدرة افتراضاتها الأساسية على شرح واقع أهداف الفاعلين وتفاعلاتهم في البيئة الدولية. فاليوم، في ظل تحوّل الأهداف السياسية من السعي للبقاء إلى السعي للمصالح الاقتصادية ومنه إلى السعي للمكانة الدولية؛ اختلف تباعًا مستوى عُمق استجابات دول المنطقة للخدمات العسكرية والاقتصادية، ومستوى عُمق تنازلاتها في سبيل هذه الخدمات. يستدعي ذلك تسليط الضوء على فهومات نظرية المسايرة التي تختزل أهداف الفاعلية في ثنائية (الأمن والربح) دون النظر في أبعادها الاجتماعية والفكرية والوجدانية اللازمة لتفسير سعي الدول خلف المكانة. وعليه، سوف تستعرض الورقة في البداية أبرز الإسهامات المتعلقة بنظرية المسايرة. ومن ثم ستقدم الورقة وصفًا لنمطٍ سلوكيّ تمارسه دول المنطقة في سعيها للمكانة الدولية، دون انغماس الورقة في تفاصيل الواقع من خلال دراسة حالة مكثّفة ومحدودة النطاق زمانًا ومكانًا لإحدى دول المنطقة. بعد ذلك، ستنظر الورقة في طبيعة تعاطي حقل العلاقات الدولية مع مفهوم المكانة. وذلك قبل مساءلتها الكفاءة التفسيرية لنظرية الواقعية الجديدة ونظرية المسايرة. وفي الختام تقترح الورقة الركون مفهومًا توصيفيًا يتيح تطوير بنى تفسيرية أكثر نجاعة في شرح سلوكات دول المنطقة في النظام الدوليّ؛ عبر لحظ الأبعاد الفكرية والوجدانية التي تغيبّها إسهامات المسايرة في الحقل.