ضد البلاغة: الخطابة والسلطة والتضليل عند أفلاطون
Abstract
حمل هذا الكتاب عُنوانًا أساسيًا هو "ضد البلاغة"، وهو عنوان استوحيتُه من ملاحظة لألفريد كروازيه في تقديمه لترجمة محاورة جورجياس إلى الفرنسية، يقول فيها: "إن البيان في “جُورْجْيَاسْ” يُقدَّم بوصفه "فن الكذب الضار بالدول والأفراد؛ ولهذا أصبح في الإمكان تسمية المحاورة "ضد البيان"." هذه التسمية الدقيقة في رأيي، تُلخص على نحو كبير موقف أفلاطون من البلاغة عمومًا، حين يُنظر إليها على أنها الكلام الجماهيري المولع بإنجاز السيطرة وحيازة السلطة بواسطة التلاعب. ومن هنا جاء اختياري للعنوان الفرعي وهو "الخطابة والسلطة عند أفلاطون"؛ نظرًا لأن معظم البحوث المنشورة في هذا الكتاب تُحاجج بأن الخطابة حظيت بنصيب الأسد من النقد الأفلاطوني لأسباب عدّة؛ من أهمها أن الخطابة الجماهيرية توظّف غالبًا لهدف إنجاز السيطرة، عبر إساءة استعمال السلطة، وأن التلاعب باللغة والأداء هو أداتها الأساسية لتحقيق هذا الهدف.
يتكون هذا الكتاب من تمهيد وقسمين. ناقشتُ في التمهيد أثر أفلاطون في التراث العربي من خلال الفحص المدقّق للتراث الفلسفي والبلاغي، وتتبعتُ المقولات المنسوبة إليه في مظانها المختلفة، وحاولتُ تفسير الحضور المحدود للغاية لبلاغة أفلاطون في التراث العربي. وتناولتُ في هذا التمهيد أيضًا مظاهر الاهتمام العربي المعاصر ببلاغة أفلاطون وتجلياته في الترجمة والتأليف. يُخصص القسم الأول للدراسات العربية المؤلَّفة عن بلاغة أفلاطون، ويتكون من أربعة بحوث، لثلاثة مؤلفين على نحو ما عرضنا سابقًا، تُعالج أبعادًا مختلفة من محاورات أفلاطون المعنية بالبلاغة وهي جورجياس وفيدروس ومنكسينوس والجمهورية ويوثيديموس وبروتاجوراس ومينون. أما القسم الثاني فيتضمن مقدمات وافية لمحاورات أفلاطون الثلاث المخصصة لدراسة البلاغة
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/65280Collections
- Arabic Language [134 items ]