أثر شعر امرئ القيس في نشأة النقد العربي القديم وتطوره
Abstract
لم يكن امرؤ القيس (ت ٥٤٤م) مجرد شاعر اتخذ الشعراء العرب قديما من تجربته الإبداعية وأساليبه الفنية في البناء الشعري والتعبير الجمالي نموذجا للاحتذاء والخرق فاتبع فريق كبير منهم طريقته في الصياغة والتصوير، وانطلق فريق آخر من أساليبه الشعرية التي ترسخت في تجربته وتجارب غيره من الشعراء لابتكار أخرى جديدة مختلفة، بل مثل كذلك مرجعا أساسا في بناء كثير من العلوم العربية القديمة ووضع مفاهيمها ومباحثها، وهو أمر تحقق نتيجة تحول نظام القصيد عنده إلى موضوع للنظر والحكم والتمييز، حيث وقف الشعراء الجاهليون أولا، ولحقهم بعد ذلك الشعراء الإسلاميون والمتأدبون واللغويون عند أسلوبه الخاص في تقصيد القصيد وطريقته النوعية في الوصف والتصوير الجماليين، فحاولوا تفسير ذلك كله استنادا إلى أذواقهم ومعارفهم المختلفة، وتحديد الخصائص الشعرية والمميزات التخييلية التي تطبع شعره، وبيان مستويات تأثيرها في الشعر القديم عند العرب، الأمر الذي أثمر أحكاما وآراء أولية لم تقتصر على وضع اللبنات الأولى لنشأة النقد القديم عند العرب وتطوره، ولكنها تجاوزت ذلك إلى التنبيه على بعض القضايا الأسلوبية والخصائص التعبيرية والدلالية التي ستمثل إطارا لنشأة بعض العلوم العربية الأصيلة.
ويفيد تتبع مختلف المواقف والأحكام التي سطرها العرب منذ الجاهلية حول الشعر وخصائصه الجمالية بملاحظة أن أشعار امرئ القيس احتلت نصيبا كبيرا فيها، وأنه أثار بأسلوبه الجمالي وطرائقه البنائية ومواقفه الفنية والأخلاقية نقاشا بين العشائر الأدبية والعلمية بعده، مما أدى إلى تبلور كثير من المفاهيم والقضايا النقدية والجمالية.
ولئن كان البحث الراهن سيتابع ذلك ليبرز أثر شعر امرئ القيس في نشأة النقد العربي القديم وتطوره عند العرب، فإنه سيتناول ذلك من ثلاثة جوانب، وهي: شاعرية امرئ القيس في مرايا قصائده الشعرية ودور امرئ القيس في نشأة المفاهيم المبكرة للنقد القديم عند العرب وأثر امرئ القيس في تطور النقد القديم عند العرب.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/66993Collections
- Arabic Language [146 items ]