الدين أوسع من أحوال إيمانية بمعناها الكنسي
Abstract
أشرنا فيما سبق إلى هيمنة النموذج المعرفي الغربي على صناعة المعرفة والفكر في العالم المعاصر، كما أشرنا إلى إشعاع الحضارة الغربية على العالم، مما تسبب في انتشار مفاهيمها وتصوراتها وأنماط عيشها ونظمها على العالم، بفعل الحركة الاستعمارية الحديثة، والتطور التكنولوجي، ثم موجة العولمة و”الحداثة السائلة”. وقد جلب هذا الأمر مشكلات في الفكر والعلم والعمل والحياة والاجتماع، ليس للمسلمين فقط بل للعالم كله.
ومن بين آثار هذا الإشعاع الغربي أن سرى مفهومه للدين على بقية الأديان، وتم تعميم النموذج المسيحي للأديان على بقية الاديان، فتم اختزال الدين في أحوال إيمانية(2) سلبية وانحصر الدين في الشأن الوجداني الخاص، ولم يعد له دور في الشأن العام وصياغة الحياة وتوجيهها، بل أنك تجد الإنسان المعاصر ينتسب إلى دين معين يمارس بعض طقوسه ويشعر بانتماء وجداني له، ولكن لا علاقة للدين بصياغة وعيه وفكره وعلمه وعمله ونظم حياته وبناءاته الثقافية والحضارية إلا قليلا.