وسائل العقيدة الإسلامية في تحقيق السلم العالمي الفطرة الإنسانية نموذجا

Abstract

هناك وسائل كثيرة جاء بها الدين الإسلامي لتحقيق السلم العالمي، ومن هذه الوسائل العدل ومنع الظلم، وعدم الإكراه. ولعل من الوسائل البارزة التي يغفل عنها الناس قضية الفطرة الإنسانية، فالفطرة الإنسانية، وهي النظام التكويني الذي أوجده الله تعالى في الإنسان، وهذا النظام يشمل الجانب العقلي التأمل، التفكير، الاختراع، والجسدي الجنس الطعام، الشراب النوم والقلبي الحب، الكراهة، التملك والإحسان المشاعر، وهذه الجوانب فطر عليه الإنسان كما قال سبحانه وتعالى فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] وحديث النبي عليه الصلاة والسلام ما من مولود إلا يولد على الفطرة ). وقد جاءت الشريعة الشريعة لضبط هذه الفطرة وعدم جنوحها ليكون التعارف عوضا عن التنافر والتأخي عوضا عن التقاتل. وأما طريقة هذا البحث، تقوم طريقة المعالجة على التعريف بالفطرة ذكر المكونات الإنسانية وكيف عالجتها الشريعة وأبعدها عن حالتي الإفراط والتفريط، وهذه المعالجة هي الغاية من إرسال الرسل وإنزال الكتب، فلولا الرسالة فإن ملكية الإنسانية لا حدود لها وقد يقتل العالم لإشباع فطرة التملك، وفي الوقت ذلك قد يجنح البعض إلى مرحلة اللامبالاة والسفه فلا يجعل للأشياء قيمة، أو يلبسها لباسا شرعيا فيتزهد من غير الاعتناء بالنفس أو من ينفق عليهم فجاءت النصوص الشرعية ضابطة لحدود التملك من مصادر الملكية وقضية الإنفاق الإجباري والطوعي وحرمة التعدي على حقوق الآخرين، وتحريم الغش والاحتكار. ومثل ذلك الحاجات الجسدية فقد يتحول الإنسان إلى حيوان لاهم له إلا إشباع الرغبة الجنسية ويتخلى في سبيل ذلك عن كل القيم والمبادئ أو يُدخل نفسه في الرهبنة من غير مراعاة لحاجات الجسد فجاءت النصوص الشرعية ضابطة لذلك من غير إفراط وتفريط.