رسالة السنة التربوية
Abstract
إن ميدان التربية في سنة النبي صلى الله عليه وسلم هو أوسع الميادين؛ بل كانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها تربية، إذ شملت الأسرة والمسجد وجميع مجالات الحياة الأخرى، كما شملت الأقرباء والأصدقاء وعامة المسلمين، ولم تقتصر على حالة السّلم فحسب؛ بل كانت توجيهاته حاضرة في الحرب كذلك، كما كانت تربيته في الحضر والسفر، ولم يخص فئة عمرية بعينها دون غيرها؛ وإنما كانت للرجل والمرأة، وللصغير والكبير، وهذا التقسيم الأخير هو ما وقع عليه الاختيار في تقسيم البحث، لاعتبارات أرادتها إدارة تحرير هذا الكتاب الموقر. ومن يتأمل في توجيهاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التربوية؛ يجده قد استخدم الكثير من الوسائل والأساليب التربوية التي تستحق الوقوف عليها طويلا للاستنباط، ما جعلها من أكثر أساليب التربية الحديثة نجاعة وفائدة، والتي صارت تنادي بها أرقى المدارس التربوية على مستوى العالم، فقد استطاع صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحدث التغيير في أمة أمية سمتها الجهل، وهمهم الصراع، وتعمهم المفاسد، فنقلهم من الشرك إلى التوحيد، ومن الظلام إلى النور، ومن بعد التفرق إلى الألفة والتعاون والتكاتف والوحدة، فصنع منهم أمة تقدم للعالم أعظم وأجمل حضارة عرفتها الإنسانية، فحق على الدارسين أن يقفوا على منهجه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التربية ووسائله وأساليبه.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/68232Collections
- Quran and Sunnah [99 items ]

