قراءة في نقد السرد في عُمان : ظواهر واتجاهات
Abstract
عدد ليس بالقليل منِ الأعمال الإبداعية قد يبقى في منأى عن التناول النقدي الذي تستحقه لتبدو هذه الاعمال في النتيجة وكأنها عاجزة فنيا عن لفت نظر النقاد. والواقع أن لذلك أسبابا تتعدى حدود عدم الاستحقاق ٠ الذي قد يكون حقيقيا ليمس طبيعة النقد السائد عربيا، الذي هو موضوع ورقتنا مطبقا على نقد السرد في سلطنة عمان تحديدا. لقد سعت ورقتنا إلى رصد ظواهر هذا النقد وأشكاله، عبر نظرة تركز زمنيا علي فترة ما بعد بداية التسعينيات، وعلى نقود تطبيقية منتقاة لا من زاوية اَنها هي المعنية، بل من كونها امثلة للتوضيح وتعزيز ما نذهب إليه.
واٍذ تَشبه بعض الظٍواهر التي ترصدها الورقة في نقد السرد في عُمان، تلك التي يمكن رصِدها في جل الاقطار العربية الاخرى، فإن البعض الاخر لا يكاد يوجد إلا في هذا النقد وربما في نقد اقطار عربية محدودة اخرى، هذه الظواهر هي:
الظاهرة الأولى : وتتمثل للمتأمل في نقد السرد العماني، والنقد في عمان عموماّ هي ظاهرة المنتديات والملتقيات الادبية والنقدية والثقافية
الظاهرة الثانية : وهي متعلقة بالأولى،. ونعني بها ظاهرة النقد الوافد والنقاد الوافدين. فمع أننا لا نقر بخصوصية هذا النقد ذاتهّ سلبيا أو ايجابيا، فإن له بلا شك وجودا لا يمكن تجاهله.
الظاهرة الثالثة : وهي ما نسميها عدم اكتمال الكتابات النقدية، وقد ننفرد بهذا التشخيص الذي نوضح المقصود به في البحَث
الظاهرة الرابعة: وتتمثل في السرعة والضعف والسطحية، وهى ظاهرة قد يتفق فيها معنا بعض دارسي النقد في عُمان.
أما من حيث الاتجاهات او الأشكل فان تحليل نقد السرد المتحقق في عمان بكشف لنا، كما هو حال النقد في الكثير من الاقطار العربية، عن توزعه بين ميله إلى أن يكونَ شرحا وتفسيرا غالبا، وتحليلا في احيان أقل. لكن هذا لم يمنعنا من رصد أشكال فيه يتعدى هذا التقسيم، وهذا هو بشكل أساس ما تناولناه وناقشناه في ورقتنا، فعمدنا إلى عرض أشكاله آو اتجاهاته هذه، وهي:
الاتجاه الأول : النقد الانطباعي - التقويمي، ويكاد ينقسم تطبيقهاً، كما قد يبدو واضحاً، إلى قسمين: الانطباعي، والتقويمي، وقد جعلناهما في شكل واحد، لما وجدناه أولا من محدودية النماذج النقدية التي بها يمكن أن يحتل كل منهما شكلا ضمن الأشكال المصنفة، وثانيا لارتباط كل واحد منها بالأخر ارتباطا عضويا.
الاتجاه الثاني : النقد الشارح وهو الذي يغلب أو يهيمن عليه شرح النص الأدبي وتفسيره وربما، وفي اقصى ماٍ قد يخرج عن نلك، تأويله تأويلا لا يقوم على ما تفترضه المناهج النقدية، بل على الرؤيا الفردية آو الشخصًية الاجتهادية ليقترب في ذلك من الشكل الانطباعي.
الاتجاه الثالث : نقد الموضوعات وٍالمضامين، ونعني بهذا الشكل النقد الذي يتناول موضوعاً واحدا او موضوعات متلازمة في نص او نصوص، او لدى ادبب معين، او في آدب فترة بعينها.
الاتجاه الرابع : نقد العروض، وميدانه الرئيس هو الصفحات الثقافية، علماً بأن بعض خصائصه قد تتسلل إلى الكتابات النقدية الأخر. ومما يمكن أن يُلحق به جزئيا الكتابات التي ترصد حالاِت ’وظوِاهر تخص الواقع الثقافي أو الأٍدبي. ولهذا النوع اًو الشكل النقدي طبيعة ومهام تعفيه من أن يحاجج وفقا للمفهوم او المفاهيم الدقيقة للنقد.
الاتجاه الخامس: النقد التحليلي، ونِعني به، وتفريقاً له عن المدارس والمناهج النقدية المعروفة، النقد النصًي عمٍوما الذي يعتمد فيه صاحبه على النص كليا أو أساسا وليس على ما حًول النص، ولكن مع تجاوز كلي أو كبير لْلانطباعية والوصفية والتاريخية.
اما من حيث نتائج البحث، فيمكن إجمالها باختصار بالآتي :
أولاً : من الواضح أن النقد في عمان بشكل عام، ونقد السرد منه بشكل خاص، لم يزل في مراحل التأسيس.
ثانياْ: يعتمد هذا النقد كثيراً على النقاد الوافدين من الأقطار العربية المختلفة.
ثالثاً : وهو تبعًا لذلك يفتقد بشكل ملحوظ النقاد المحترفين، كما يفتقد، تعَلقاً بذلك، ديمومة التجارب والممارسات النقدية بسبب ارتباطه بشكل اساس بالنقاد الوافدين.
رابعاً : انحسار الكتابات النقدية القائمة على المناهجِ النقدية المعاصرة، مع وجود محدودِ ايضا للنقد التحليلي- النصي القائم على التحليل بمعناه العام الذي يعني : »الوقفة الطويلة عند النص لإدراك ابعاده وبلوغ أعماقه ومن ثم العودة إلى القارئ بالنتائج«.
خامسا : ازاء كل هذه الخصائص التي تسجَّل على النقد في عمان اُكثر مما تسجل له، تبرز اِسِمِاِء نقاد عمانيين جُدُد من الواضح اَن هذا- النقد يعوْل عليهم في -تطوره وديمومته وثباته في المرحلة التالية من مسيرته.
أما أبرز نقاد الواقع المتحقق، الذي قامت عليه ورقتنا فهم: د. إبراهيم الفيومي، ود. أحمد الطريسي، وشبَر بن شرف الموسوي ، ود. شريفة اليحيائي، ودِ. عبد الواحد لؤلؤة، ويوسف الشاروني ، وآخرين
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/7788Collections
- Qatar University Arts Journal - [From 2005 - TO 2006] [14 items ]