سكان العالم الإسلامي بين النمو والتنمية
Abstract
يهدف هذا البحث إلى بيان الوضع الديمغرافي لسكان العالم الِإسلامي من حيث
الأحجام السكانية وتطوراتها، ويهدف كذلك إلى التعرف على وضع التنمية البشرية
في هذه الكتلة وما إن كانت تسير جنباً إلى جنب مع النمو السكاني.
وقد استعنا في هذه الدراسة بمجموعة كبيرة من البيانات الأساسية ذات المرجعية
العالمية في معظمها، والمتمثلة في صندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأمم المتحدة
الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة. وكان منهجنا في البحث هو تحليل
تلك البيانات بغية الوصول إلى النتائج الخاصة بنمو وتنمية سكان العالم الِإسلامي.
من بين النتائج التي توصلت إليها الورقة، أن العالم الإسلامي الذي يتكون
من 53 دولة ويضم من الأرض حوالي 30 مليون كم 2، يبلغ عدد سكانه أكثر من
مليار نسمة، ويتسارع فيه النمو السكاني حيث المعدل في المتوسط يصل لأكثر من
%2.5 والذي من نتيجته أن يصل السكان إلى 2177 مليوناً في عام 2025 بعد أن
كانوا حوالي 1051 مليوناً في عام 1990.
ومن النتائج أيضاً، أن التنمية البشرية في العالم الِإسلامي، بصفة عامة، ذات
مستويات متواضعة على عكس النمو العددي للسكان، حيث اتضح أن 13 دولة
إسلامية تحتل المراتب الأخيرة من بين قائمة ب 160 دولة، وإنه لا توجد أي من
الدول الإسلامية ضمن الفئة الأولى التي حققت تنمية بشرية عالية في عام 1992.
لذا، توصى الدراسة في نهايتها بضرورة اتباع العالم الِإسلامي سياسات سكانية
معتدلة ومتفقة مع الفطرة البشرية والأخلاق الإسلامية لخفض معدلات النمو، إلى
جانب الاهتمام بالِإنسان في هذه الدول وتنميته اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً بصفة
عامة، وبين سكان الريف الإسلامي الذين يمثلون حوالي 60% وفئة الإناث التي تمثل
نصف المجتمع بصفة خاصة.