نشوة الشمول في السفر إلى إسلامبول ونشوة المدام في العود إلى مدينة السّلام 1851-1852
Abstract
كتاب: "نَشوة الشَّمول في السّفر إلى إسلامبول، ونشوة المُدام في العود إلى مدينة السّلام" قد تُوّج في فرع تحقيق المخطوطات الفائزة بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة لسنة 2019.
والكتاب رحلةٌ مهمةٌ لعلاّمة العراق في القرن التاسع عشر أبي الثناء الألوسي صاحب "روح المعاني". ولهذا الرحلة أهمية استثنائية؛ إذ وقعت في منتصف القرن التاسع عشر بعد عشرين سنة على رحلة رفاعة الطهطاوي إلى باريس.
وإذا كانت باريس، في رحلة رفاعة الطهطاوي، عنوانًا للاستنارة والتنوير والحداثة، فإنّ إستانبول كانت، عند الألوسي، حاضرة الخلافة والدولة العلية والسّلطنة العّظمى، وكان السلطان عبد المجيد خان خادم الحرمين آنذاك.
حصول هذا الكتاب على الجائزة مكمن سعادة غامرة لأسباب تتصل باقترانها بأدب الرحلة، ولارتباطها بابن بطوطة الطّنجيّ وأبي الثناء الألوسيّ البغداديّ.
المسألة الأخرى التي أودّ أنْ أعرضها، في هذا المقام، هي أنّ نص رحلة الألوسي يُمثّل عنوانًا بارزًا على رفعة النصّ السردي في القرن التاسع عشر عصر النهضة، وهو دليل على أنّ قيمة الانحطاط التي وصم بها الأدب العربي الذي أنجز بعد سقوط بغداد على أيدي المغول سنة 656 هـ وحتى الأدب الحديث تتضمّن موقفًا انحيازيًّا سلبيًّا حال، ولا يزال يحول، دون فحص مدونات الأدب والفكر في تلك القرون المهمة.
ختامًا، هذه فقرة مُستلّةٌ من مقدمة الكتاب الذي حقّقته: "إنّ رحلةَ الألوسيّ رحلةٌ ارتقائيّةٌ من النَّصَب والتّعبِ والكدّ إلى الراحة والدّعة والرّخاء، ورحلة انتقاليّةٌ اعتلائيّة من مدينة السلام بغداد إلى دار السّلطنة العُظمى إسلامبول، وفي ذلك إحالة جليّة على رحلة الإسراء والمعراج النبويّة القرآنيّة. وبعبارةٍ أُخرى فإنّ أبا الثناء الألوسي لا ينشدُ ارتقاءً في المنزلة والرُّتب السّنية وانتقالاً إلى حاضرة الدولة العليّة فحسب بل إنه يرومُ تحويل رحلته إلى مُتخيّلٍ سرديّ يعتمدُ مبدأ محاكاة أثر الأنبياء والأولياء والزُّهّاد والعُبّاد والمُتصوّفة في رحلاتهم التي كانت جزءًا أصيلاً في مُعجزاتهم وكراماتهم ومُجاهداتهم، ومُكوّنًا مركزيًّا في رسالاتهم وخطاباتهم، وفي هذا المستوى تتجلّى ملامح رحلة الألوسيّ الإسرائيّة وتنكشفُ دلالاتها المعراجيّة".
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/12917Collections
- Arabic Language [129 items ]