التعبير الكتابي لدى المتعلم: بين صعوبات التعلم، ومنظور المدرس
Abstract
"يستفيد التلميذ من (1615) ساعة من تعلم اللغة العربية على امتداد التعليم الإلزامي” (المجلس الأعلى للتعليم. 2008). وهو ما يفيد نظريا أن يكون بالمرحلة النهائية من التعليم الابتدائي (السنة 6). قد اكتسب قدرة على توظيف الكفايات اللغوية في وضعيات تعبيرية مختلفة. متمثلة في قدرته على أن "ينتج شفويا/كتابيا في وضعية تواصلية دالة نصا سرديا و/أو وصفيا و/أو حواريا من عشر جمل... موظفا رصيده اللغوي ومكتسباته في النطق والأداء المعبر. وفي التراكيب. والصرف والتحويل. وفي الإملاء..."(مديرية المناهج. 2011). لكن الواقع يبين العكس. "فجودة التعلمات الأساس: القراءة. والكتابة. والحساب. والتحكم اللغوي... تظل محدودة بالنسبة للتلاميذ الذين يتمكنون من البقاء في المنظومة. مع نسبة هامة من التلاميذ الذين لا يتقنون اللغة العربية" (تقرير المجلس الأعلى للتعليم. 2008). وهو ما يفسر أيضا شكوى مدرسي اللغة العربية في المدرسة الابتدائية. وفي مختلف المستويات. من ضعف تلاميذهم في التعبير الكتابي. ومن صعوبة استعمال لغة تعبر بوضوح عن أفكارهم. من خلال نص سليم لغويا ومنسجم دلاليا. بينما خارج المدرسة. يظهرون قدرة فائقة في التعبير بالعامية. تفوق بكثير ما يعبرون عنه بالفصحى في نطاق الدرس. وذلك ما يبين أنه ما تزال عدة نقائص بيداغوجية وتنظيمية قائمة.
ورغبة منا في كشف بعض أوجه هذا الواقع المتضارب بين كثرة ساعات تعلم اللغة العربية. وتدني مستواها لدى المتعلمين. عمدنا إلى البحث عن أسباب تعثر تلاميذ الصف السادس في التعبير الكتابي. وقوفا على نوعية الأخطاء التي يرتكبونها تركيبا وصرفا. وإملاء. وكذا طبيعة الصعوبات التي تواجه المدرس في تدريس هذا المكون. وذلك لمعرفة هل تتصل معيقات تحسين مهارة التعبير الكتابي باللغة ذاتها؟ أم بقواعدها؟ أم بطرق تدريسها؟ أم بها جميعا؟ في أفق البحث عن حلول عملية لمعالجة التعثرات لدى المتعلم. وتقويم الصعوبات المنهجية لدى المدرس.
ولتحقيق غايتنا البحثية. سلكنا خطوتين متكاملتين. ضمانا لمصداقية النتائج. حيث عملنا أولا على تصحيح إنشاءات المتعلمين المنجزة داخل القسم. واستخراج الأخطاء التركيبية والصرفية والإملائية مهاء باعتبارها مجالا لتجلي خصائص لغة التلميذ المكتوبة. وفرصة لتوظيف ما اكتسبه من الدرس اللغوي. كما اعتمدنا استمارة لجمع المعطيات. موجبة للمدرسين. بهدف استطلاع آرائهم حول طرق تدبير درس التعبير الكتابي. ولقد توصلنا من خلال هذه الدراسة إلى رصد طبيعة الأخطاء المرتكبة تركيبيا وصرفيا وإملائيا وكذا أثر هذه الأخطاء على جودة الإنتاجات الكتابية, كما رصدنا مجموعة من أسباب الصعوبات المنهجية. منها ما يتعلق بزمن التعلم. ومنها ما يرتبط بمنهجية التعليم ذاتها.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/13048Collections
- Arabic Language [129 items ]