نماذج من الصور التي يمكن تقديمها كقدوة للشباب من حياة الصحابة

Abstract

يسلط هذا البحث الضوء على ثلاثة نماذج من الصحابة الشباب الذين رباهم النبي ، والذين تميزوا في العطاء والقيادة والموقف، هم سعد بن معاذ وأسامة بن زيد وزيد بن ثابت، رضي الله عنهم، ولكلٍ مجاله وما ميّزه، لعل هذه الدراسة تحث الشباب على الالتزام والوعي وتحمّل المسؤولية والتميّز. تميز سعد بولائه الخالص لله، وكانت له مواقف أظهرت شدة انتمائه لهذا الدين وحبه لرسول الله ، وليس عبثا أن يكرمه الله تعالى بالشهادة في سبيله، وأن يهتز عرش الرحمن لموت سعد، ترى ما الذي أعطاه هذه المكانة، وكيف تميز؟ أما أسامة فأقف في شأنه في أن الرسول  أمّره على جيش فيه كبار الصحابة، فما الذي هدف إليه النبي ؟ هل لأنه ابن زيد الذي قُتِل بمؤتة؟ أم أن النبي  يريد أبعادا أخرى أهمها تعزيز الثقة في تطلعات الشباب، وإزالة العلائق الدنيوية التي ربما تحرف القيم عن مسارها، فأسامة صغير السن حينها، وأسود اللون، وابن زيد الذي كان مولى رسول الله . أما زيد بن ثابت فهو الذي نبغ في تعلّم القرآن وتعليمه، وهو الذي اختاره النبي  كاتبا للوحي رغم صغر سنه، وهو الذي اختاره أبو بكر  لجمع القرآن وقال في حقه: "إنك شاب عاقل لا نتهمك، وكنت تكتب الوحي لرسول الله"، واختاره عثمان  كذلك ليرأس لجنة نسخ القرآن وإرسال نسخه إلى الأمصار المشهورة، وإنهاء خلاف بعض المسلمين في قراءة القرآن.