علم الإجتماع وسؤال الأقلمة
View/ Open
Date
2020-10-26Author
الأحمر, مولديبوخريص, فوزي
ملكاوي, أسماء
ميري, سيد جواد
عبد الحسين, لاهاي
شانتورك, رجب
بن بيه, رشيد
جايارام, نارايانا
الموسوي, السيد علي
الشاوي, علي عبد الهادي
البطيوي, عزيز
پارسانيا, حميد
بلبشير, محمد
مهورباشة, عبد الحليم
بن نهار, نايف
الحمداني, مبارك
...show more authors ...show less authors
Metadata
Show full item recordAbstract
يشكّل النموذج المعرفي الغربي المصدر الأساس في المعرفة الإنسانية والاجتماعية في بنيتها الحالية، فهي علوم تنطلق في غالبها من النموذج المعرفي الغربي وتناقش قضايا الإنسان الغربي وفقًا لسياقات المجتمعات الغربية. أدى هذا إلى فجوة بين البنية النظرية للعلوم الاجتماعية والواقع العربي المعيش، وهي نتيجة منطقية نظرًا لأنَّ عقل المنتج يختلف عن عقل المتلقي وواقعه. وعلم الاجتماع ليس استثناءً من هذه الظاهرة، فهو كذلك امتدادٌ مباشر للنموذج المعرفي الغربي تأسيسًا وسياقًا، ولذلك تنادى خبراء علم الاجتماع في العالم العربي منذ عقود مديدة لأقلمة علم الاجتماع من خلال إعادة تشكيل البنية النظرية لعلم الاجتماع بما يجعله مؤهلاً لطرح أسئلة الواقع العربي والإجابة عنها، مع ضمان بقاء واستمرار التفاعل والمثاقفة المنهجية بين المنجزات المعرفية للمجتمعات الإنسانية كلها، إذ إن غرض "الأقلمة" لا يتمثل في تحيّز أيدلوجي دوغمائي قائم على دعوى الاكتفاء الذاتي، وإنما غرض "الأقلمة" أن يُعطى لاختلاف السياقات المجتمعية والثقافية اعتباره في إعادة توظيف المعرفة الإنسانية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
بُذلت جهود كبيرة من الباحثين في العالم العربي سعيًا لأقلمة علم الاجتماع، وتركزت هذه الجهود في مسارين أساسيين: مسار اختار العروبة المنطلق المركزي لعملية الأقلمة فسعى لتأسيس "علم اجتماع عربي"، في حين ذهب باحثون آخرون إلى جعل الإسلام منطلقًا مركزيًا في أقلمة علم الاجتماع فسعوا لتأسيس "علم اجتماع إسلامي". وهناك مسار ثالث يسعى إلى توطين المعرفة الاجتماعية بدون اعتبار أن يكون هناك ضرورة لإضافة صفة للعلم الاجتماعي، إن كان عربيًا أو إسلاميًا. ولما كانت قيمتا "التنوّع" و "الموضوعية" من القيم الحاكمة لعمل مركز ابن خلدون فإن استحقاق ذلك أن يتم تسليط الضوء على كل هذه المسارات مع التركيز على التجربتين الأساسيتين بنحو موضوعي دون التحيّز الأيدلوجي لإحداهما، وذلك من خلال البحث في مخرجاتهما ومآلاتهما والعوائق المنهجية التي واجهت كل مسار والتي قد تطعن في شرعية أصالة الفكرة ذاتها.
ولما كانت عملية الأقلمة بحاجة إلى جهود مؤسساتية تحترم المنهجية العلمية في التعاطي مع الإنتاج المعرفي، وتاليًا تبدأ جهود التقييم من خلال نُخب متنوعة الاتجاهات والمجالات ومتسلحة بالمنهجية والصرامة العلمية، فإنَّ مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر يسعى من خلال هذه الندوة إلى بحث مدى توافر الإمكان المنهجي والمعرفي للتأسيس لأقلمة علم الاجتماع ومتطلبات التأسيس لهذا الإمكان.
محاور الندوة
تأتي هذه الندوة في إطار مشروع تجديد وأقلمة العلوم الإنسانية والاجتماعية الذي يتبناه مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر، وتتناول الندوة المحاور الآتية:
المحور الأول: أقلمة علم الاجتماع: الأسس والشروط والمتطلبات
يناقش هذا المحور إشكالات ابستمولوجية تتعلق بالمتطلبات المعرفية والأسس العلمية والشروط المنهجية والمؤسساتية وغيرها التي يمكنها أن تسعف في عملية أقلمة علم الاجتماع، وكذا العوائق والتحديات التي تحول دون عملية أقلمة علم الاجتماع وتحويل الكم الكبير من الدراسات الإمبريقية في الوطن العربي إلى بُنى نظرية حاكمة من شأنها أن تؤصِّل لعلم اجتماع في سياق عربي أو إسلامي.
المحور الثاني: تجارب ونماذج في أقلمة علم الاجتماع
نظرًا لأهمية تسليط الضوء على تجارب أقلمة علم الاجتماع، يتناول هذا المحور نماذج في أقلمة علم الاجتماع في سياقات مختلفة، وذلك من خلال البحث في الإشكالات التي واجهتها تلك التجارب وتقديم قراءات تقييمية نقدية لها.
المحور الثالث: علم الاجتماع الإسلامي وسؤال الأقلمة
يقف هذا المحور على تجربة مهمة تتعلق بعلم الاجتماع الإسلامي، وذلك بالنظر للجهود العلمية العديدة التي حاولت أن تؤسس لهذا الحقل، وتبحث له عن شرعية في الفهم والتفسير والتنبؤ بواقع المجتمعات العربية الإسلامية، ويسائل هذا المحور مشروعية هذا الحقل والأسس التي قام/يمكن أن يقوم عليها معرفيا والإضافات التي يمكن أن يقدمها للنظرية العامة لعلم الاجتماع.
المحور الرابع: علم اجتماع الخليج: سؤال الإمكان
يبحث هذا المحور إمكانية وجود علم اجتماع يخصّ منطقة الخليج ومسوغات هذا الوجود في مستويين؛ مستوى معرفي من خلال موضوعه ومنهجه والإضافة العلمية وأشكال تداخله مع علم الاجتماع عموما وعلم الاجتماع في العالم العربي خصوصا، واجرائيا من خلال الحلول التي يمكن أن يقدمها للمعضلات الاجتماعية في المنطقة الخليجية.