سنة الله في القلة والكثرة في ضوء القرآن الكريم : وموقف المسلمين منها بين الوعي والسعي
Abstract
أحمد الله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة وهداية للعالمين، محمدٍ صلى الله عليه وسلم وآله
وصحبه والتابعين، اللهم إنا نبرأ من حولنا وطولنا وقواتنا، ونلوذ بحولك وطولك وقوتك، فلا
تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا قبضتها يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك يا حنان يا منان يا
بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام أن تجعل أقوالنا وأعمالنا وحركاتنا وسكناتنا لك
خالصة إنك على كل شي، قدير، اللهم إنا نسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، وقرة عين
لا تنقطع, ونسألك مرافقة النبيين في الجنة...
أما بعد: فإن المسلمين اليوم، وكل يوم في أمست الحاجة إلى استلهام رأي القرآن الكريم
في قضاياهم وتصوراتهم، وهم اليوم يعيشون عصرا تتنازعه الأفكار من كل صوب، وتتناوشه
النظريات البشرية من كل حدب، وفي هذا الضجيج من الرؤى المتباينة، والتقدم التقني الباهر
يشعرون بالقلة والذلة، وبعضهم يشعر فكريا أو عملياً بأن التدين عامة سبب من أسباب
الرجوع الحضاري، خالطين بين ديانات عزلت أصحابا عن واقع الحياة وحرّمت بل جرّمت
التقدم والعلم والمعرفة، وما نهض أتباعها إلا بعد أن قالوا:(اشنقوا آخر قيصر بأمعا، آخر
قسيس)، وبين دين أول كلماته: (اقرأ)، وتكررت فيه الدعوة إلى عمارة الأرض وإثارة خيرها
وارتفاق عطائها والسير في مناكبها، أكثر مما تكرر فيه الحديث عن الأحكام والفروع، فالفروع
وحديث القرآن الكريم عنها لا يتجاوز ١/١١ من مجموع آيات القرآن الكريم، هي مجمل
آيات الأحكام تقريبا، أما عمارة الأرض وخلافة الحياة فيدور أغلب القرآن الكريم عليها وما
يقدم لها وما يدور حولها من بناء، الإنسان الصاح الذي يُصلح الأرض بصلاح نفسه، ويربطها
بارتباطه هو باللّه رب العالمين.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/17940Collections
- Islamic Studies [67 items ]