دور الأنظمة العربية في اغتيال فلسطين ونكبة 1948

Abstract

يناقش هذا البحث الحيثيات التاريخية التي أدت إلى ضياع فلسطين ووقوعها تحت الاحتلال الصهيوني. بداية, يستعرض البحث التناقض الكبير بين الموقفين الشعبي والرسمي في التعامل مع المشروع الصهيوني الذي بدأ يثبت أقدامه على أرض فلسطين منذ أوائل القرن العشرين. على المستوى الشعبي, تبرز هذه الورقة الدور الذي قام به القادة الفلسطينيون بدعم شعبي عربي إسلامي في تأجيج المقاومة والدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة ضد كل من الانتداب البريطاني والجماعات اليهودية المسلحة, من خلال الوقوف على أبرز الإنجازات العسكرية التي حققتها المقاومة المسلحة. وبالمقابل, تستعرض الورقة الدور السلبي الذي قامت به القيادات الرسمية العربية في إجهاض الثورات الشعبية واحتواء التمرد العسكري المتزايد تحت الضغط البريطاني. وإلى جانب هذا الموقف السلبي من الحراك الشعبي, عملت هذه الورقة على إبراز حالة اللامبالاة التي تعامل بها الموقف الرسمي العربي مع القضية الفلسطينية, والتي أدت إلى نكبة 48, وركزت فيها على أربعة عناصر: تبني دبلوماسية الاحتجاج, واستبعاد الحل العسكري لمواجهة المد الصهيوني المتزايد على الأرض, والقبول بقرار التقسيم الذي شكل النواة الأولى لقيام الدولة اليهودية, والقبول بالهدنة بعد حرب 48 وهو ما كان يترجم اعترافا بحق الدولة اليهودية في الوجود.