المسائل الفقهية التي حُكي اتفاق الخلفاء الراشدين عليها في باب العبادات

Abstract

اتفاق الخلفاء الراشدين في مسألة فقهية له آثاره الحجاجية عند الفقهاء بغض النظر عن مدى اختلافهم في الاحتجاج به. والناظر في التراث الفقهي يرى أن هنالك العديد من المسائل التي حكي فيها اتفاق الخلفاء الأربعة حجة أو دليلًا يُستند إليه. كما أنه من المعلوم أن حكاية الاتفاقات هذه لا يخلو من بعض الإشكالات التي تعترض الاستدلال بهذا الاتفاق، من هذه الإشكالات: أن تلك الاتفاقات بعضها لا يكون لها مستند، أو قد تكون مبينة على مستندٍ ضعيف، أو يتعدد الرأي لأحد الخلفاء في المسألة الواحدة، وهذا كله لمسته في مسيرة الكتابة. ولأجل ما تقدم فإن عملي قام على جمع المواطن التي حُكي فيها اتفاق الخلفاء الأربعة في المسألة الواحدة اتفاقاً لا يخلو من مخالفة غيرهم لهم، ثم اجتهدت وسعيت في تحقيق الاتفاق المحكي عن الخلفاء، وبيان ما صح الاتفاق فيه، وما لم يصح. متبعة في ذلك المنهج الاستقرائي الجزئي، والمنهج الوصفي التحليلي لبيان مذاهب الفقهاء في كل مسألة، ومن أهم النتائج التي خلصت إليها هذه الدراسة: عدد الاتفاقات التي ادعي اتفاق الخلفاء عليها في أبواب العبادات واحد وثلاثون اتفاقّا، منها أحد عشر اتفاقًا تحقق لدى الباحثة ثبوتها عن الخلفاء الأربعة، رضي الله عنهم، وعشرون اتفاقًا لم تثبت عنهم، وهناك بعض الاتفاقات التي حكاها بعض العلماء عن الخلفاء الأربعة لم تكن عن طريق تتبع الآثار الصحيحة الواردة عنهم في تلك المسائل وإنما عن طريق الظن والاستنتاج. وأن المذهب الحنبلي هو أكثر المذاهب موافقة لما صح من اتفاقات الخلفاء الأربعة، رضي الله عنهم.