جدليّة الإعلام وتشكيل الهُويّة الوطنيّة في دولة قطر

Abstract

يهدف هذا البحث إلى دراسة محتوى برامج تلفزيون الريان بدولة قطر وعلاقتها بتشكيل الهُويّة الوطنية، وهي مهمّة دأبت القناة على أن تكون ضمن خطّها التّحريري منذ إنشائها عام 2012. وتعرض في هذه الورقة العلمية النتائج التي توصّل إليها الفريق البحثي انطلاقا من عمل ميداني استقصائي يهدف إلى دراسة تفاعل جمهور قناة الريّان الفضائية مع برامجها المختلفة، وذلك في إطار مشروع بحثي يحمل عنوان: " الإعلام القطري وتشكّل الهوية الوطنية: دراسة في شبكة برامج قنوات الريّان وجمهورها". وقد تمّ جمع البيانات عبر قاعدة تتضمّن سبع مائة وعشرون (720) استبيانا استقصائيّا لعيّنة من المجتمع القطري بالإضافة إلى خمس عشرة مقابلة أُجْريت مع خبراء ونشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي. ويستهدف البحث معرفة آراء الجمهور القطري حول دور القناة في تعزيز الهُوية والثقافة القطريّتين. وتمّ توزيع الاستبيانات البحثيّة على فترات بين أغسطس ونوفمبر 2020. وأظهرت نتائج العمل الميداني أنّ المشاهدين الذين شمِلهم الاستطلاع يعتقدون أن القناة تلعب دورًا مهمًّا في الحفاظ على ثقافة قطر وتراثها. وعن تصنيف القنوات التلفزيونية القطرية حسب أهميتها من حيث استقطاب المشاهد، فإن قناة الجزيرة تبقى الأكثر استقطابا من حيث وفرة الأخبار والبرامج الخاصة بالشأن العام، تليها 'بي إن سبورتس' (beIN Sports) المختصّة في المجال الرّياضي، ثم تلفزيون قطر ثم قنوات الريّان فقناة 'الكاس' (Al Kass). وخَلُصت نتائج البحث أيضا إلى أن هناك اتّجاها واضحا لدى الشباب والمِهنيين في قطر لاستعمال منصّات شبكات التواصل الاجتماعي بغرض مشاهدة برامج تلفزيون الريّان؛ حيث تشاهد هذه الفئة مقاطع فيديو من أشهر البرامج التي تبثّها قنوات الريّان على غرار، "الصباح رباح" و"أم راشد" و"تراحيب" و"في ظلال الدوحة" وغيرها، عبر منصّات تويتر وإنستغرام وفيسبوك. وحول مدى رضاهم عمّا تبثّه قنوات الريّان الفضائيّة من برامج، لم تخفِ فئة من المستجوبين قلقها من تكرار بعض المحتويات على قناة الريّان ومن جدول برامج لا يتضمّن الكثير من المواد الترفيهية. وقد اعتُبر تضاؤل شعبية القناة لدى الشباب القطري نتاجًا لعدم قُدرتها على إضفاء ثراء وتفاعلية كافية لمحتوى برامجها في عصر اتّسم بالانفجار الرقمي.