دور الأسرة في غرس القِیمَ الاجتماعیة وتعزیزھا في المجتمع العماني

Abstract

تعد الأسرة أساس عملیة التنشئة الاجتماعیة التي یتم من خلالھا نقل القیم والعادات وثقافة المجتمع بشكل عام إلى الأجیال. ھدفت ھذه الورقة إلى تسلیط الضوء على ترتیب الأسرة بین مصادر القیم الاجتماعیة المؤثرة في الشخصیة العمانیة، ومعرفة دورھا في غرس القیم الاجتماعیة وتعزیزھا ومدى تأثر ذلك الدور بمتغیرات (النوع، الفئة العمریة، مكان الإقامة) وكیفیة تأثیر تغیر النسق القیمي في المجتمع العماني على دور الأسرة في غرس القیم الاجتماعیة وتعزیزھا، وقد استخدمت الدراسة الحالیة المنھج الوصفي التحلیلي، واعتمدت المجموعات البؤریة أداة لجمع البیانات وبلغ عددھا 6 مجموعات تكونت من 36 مشاركا. لتكون بذلك دراسة نوعیة تنشد فھم الموضوع والتعمق فیھ، وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج في مقدمتھا أن الأسرة تأتي أولا بین مصادر القیم الاجتماعیة المؤثرة في الشخصیة العمانیة بالنسبة للمشاركین، وتلعب دورا في نقل القیم الاجتماعیة للأفراد التي تؤثر بدورھا في حیاتھم الیومیة، وتظھر الأسرة إلى جانب كونھا مصدرا لتلك القیم فھي كذلك المیدان الذي یمارس فیھ الفرد تلك القیم الاجتماعیة ویحتكم إلیھا ویفاضل بینھا في اتخاذ القرارات الأسریة مثل الزواج وغیره وتكون مرجعیة لھ للتعامل مع المجتمع المحیط ودوائر تفاعلھ الأخرى وذلك بحسب المعنى الذي یعطیھ الفرد لتلك القیمة الاجتماعیة. كما كشفت الدراسة عن وجود تأثیر لمتغیر (النوع) لصالح الإناث في قدرتھن على غرس القیم الاجتماعیة داخل الأسرة والتجدید فیھا، إلى جانب تأثیر (مكان الإقامة) على مسألة التمسك بالقیم الاجتماعیة والالتزام فیھا. أما عامل (الفئة العمریة) فقد ظھر تأثیره واضحا في آلیة التعامل مع النسق القیمي في المجتمع العماني. وتقترح ھذه الورقة التركیز على المناھج التعلیمیة والبرامج الإعلامیة وما یتعرض لھ النشء في مسألة القیم الاجتماعیة وتھیئة الوالدین ضمن برامج الإرشاد الزواجي.