أثر التفكير الإبداعي للأخصائيين الاجتماعيين على جودة الخدمات الاجتماعية في المجال المدرسي

Abstract

فرضت المتغيرات العالمية بجوانبها المختلفة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في عصر التحول الرقمي وثورة المعرفة العديد من التحديات على مختلفة الأنظمة المجتمعية وخاصة التعليمية؛ مما يستدعي التعامل بجدية ووعي مع هذه المتغيرات المتسارعة وذلك من أجل فهم معطيات الحاضر والتكيف معه، إضافة إلى التهيئ والاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل. ولقد حظيت مواضيع القدرات العقلية بالاهتمام الكبير لدى الباحثين المهتمين بالعلوم الاقتصادية والاجتماعية، والإنسانية على وجه التحديد، بدءً من تحديدها، ثم العناية بها وتنميتها وتطويرها. كما تبنت العديد من المؤسسات التربوية والتعليمية تنمية مهارات الابداع وتحفيره والارتقاء به لدى جميع العاملين بها باعتبارها وسيلة لتحقيق غايات وأهداف المؤسسة. فالإبداع هو إحدى الميزات المهمة للمؤسسات التعليمية في ظل التطورات المتسارعة وسر من أسرار التفوق، حيث تتمثل نتائجه في الوصول إلى أفكار جديدة وحلول إبداعية. وترتبط عملية الابداع ارتباطًا وثيقًا بالتفكير الإبداعي إذ أنه يعد عملية يبدي بها الفرد قدرته على تحديد التفاصيل التي تكمل فكرة ما وتعمل على امتدادها في اتجاهات جديدة وعلى سرعة انتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار المرتبطة بموقف معين. وانطلاقًا من أن الاخصائي الاجتماعي جزء لا يتجزأ من المنظومة التعليمية في المدرسة، وهو عضو فاعل في تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية، وتوفير الخدمات الاجتماعية المختلفة، فقد لاحظت الباحثة أثناء عملها كأخصائية اجتماعية مدى حرص الأخصائيون الاجتماعيون على استخدام التفكير الإبداعي في تقديم الخدمات الاجتماعية والمجتمعية المرتبطة بالمؤسسة التعليمية وبالطالب ذاته، لذا في سياق ما تقدم يأتي مقترحنا البحثي هذا ضمن مشمولات المحور الأول للبحث في أثر التفكير الإبداعي للأخصائيين الاجتماعيين على جودة الخدمات الاجتماعية في المجال المدرسي. وستعمد الدراسة هذه على نمط الدراسات الوصفية التحليلية، فهي تعد أنسب أنواع الدراسات عندما يتعلق الأمر بالبحث عن حقائق حول طبيعة الظاهرة، وبالاعتماد على المنهج الكمي بما يتضمنه من أدوات للكشف عن أثر التفكير الابداعي. ونتوقع من هذه الدراسة عرض جملة من تجارب الأخصائيون الاجتماعيون التي اعتمدت على التفكير الإبداعي وقياس أثر ذلك على جودة الخدمات الاجتماعية.