طبونيمية قطر

Abstract

تروم هذه الورقة إلى دراسة "أنوماستيك" قطر من المنظور الطبونيمي البحث، باعتباره أحد أعمدة هذه المقاربة العلمية، والذي كثيرا ما يصعب تحديده ضمن الدّراسات البينية، التي تعدّ في حقيقة الأمر علوما مساعدة، كعلم اللّهجات، وعلم الأنثربولوجيا، وعلم اللّسانيات، والبحث فيما قبل التاريخ...والتي تنهل منها الطبونيمية، غير أنّها تختلف عنها بمنظومة مفرداتها الإجرائية الخاصة، وبمنهجيتها البحثية، بحيث سيتمّ إبراز أهمّية علم المواقعية الفتي، الذي لا يزال في بداياته في البلدان العربية، والذي وصلها متأخرا عن طريق الترجمة على قلة المراجع التي تشير إليه، من خلال فك شفرات أسماء الأماكن في قطر، ونفث غبار الغموض عن دلالاتها، وبغض النظر عن طبيعتها سواء كانت تشير إلى نتوء صخرية، أو مسطّحات مائية، أو شبكة لطرق المواصلات، أو أقاليم وجهات بعينها، إلى غير ذلك ممّا سنتطرق إليه من خلال عرض نماذج، ودراستها، وتحديد انتمائها، وتصنيفها إن كانت عينية أو جنسية، بسيطة أو مركبة، عربية أو أجنبية. وتشتمل خطة البحث على جرد مجموعة من أسماء الأماكن المختلفة كعينات، يتم مقاربتها طبونيميا بإخضاعها للأدوات التي تفتضيها مثل هذه الدّراسة، وبما يسمح بتمحيص هذه الأسماء وفحصها، وبما يتوافق مع مجالها الجغرافي الذي سمي بها، وذلك من خلال فحص الوثائق المتاحة، التي سمحت باكتشاف مشاكل لها علاقة باختلاف أشكال أسماء الأماكن من حيث النحو، والصوت، والدّلالة، كما أنّ الاختلاف قد يكون في الفضاء المكاني، والبعد الزماني. فتراكب مجموعات بشرية فيما تعلّق بالقوام البشري بصفة عامة، بالإضافة إلى الطابع التقليدي للمواقعية القائمة في البلدان ذات الحضارات القديمة، والعربية منها على وجه التحديد ، يعدّان من ضمن أسباب هذا التباين الذي ما إن اكتشف ودرس أصبحت المواقعية الشغل الشاغل، والأساسي للمتخصصين الطبونيميين.ولهذا السبب بالذات تطورت المواقعية في إطار علوم اللسانيات، وبخاصة ضمن مجال دراسة علم اللّهجات، حيث أصبح بعد ذلك من الناذر جدّا وجود مؤلفات طبونيمية عامة، وجهوية حاولت تخطي هذه القوانين، والأطر العلمية المحّددة. وعكسيا ما نسميه علم المواقعية لا يمكن تعريفه من جهة أخرى دون الارتكاز الأساسي على الجغرافيا، والتي لها في حقيقة الأمر منظومة مفرداتها الخاصة بها هي الأخرى.