من فصول انتصار الأديان للحياة : قراءة في موقف الأديان من الإجهاض
Abstract
تشير آخر تقديرات منظمة الصحة العالمية، إلى أن ثلاث حالات من أصل كل عشر حالات حمل تنتهي بالإجهاض المتعمد، وهو رقم يعبر عن وجود مشكلة حقيقية تواجهها الإنسانية جمعاء وتستدعي كل أنواع التدخل لحفظ الحياة ومواجهة ثقافة الاستهانة بها، وإذا كانت بعض الهيئات والمنظمات الحقوقية الدولية تبحث في القواعد الصحية والمقاربات القانونية الهادفة لتحقيق الإجهاض الأمن وتوفير الرعاية الصحية للمرأة قبل الإجهاض وبعده، فإن الأديان بما لها من عمق روحي ومكانة في ضمائر الأفراد والمجتمعات، تسعى إلى تكريم الأجنة في الأرحام وحفظ الوجود الإنساني للمرأة وحملها معا من خلال تفعيل مبادئ عقدية وقيم ومعايير أخلاقية مستنبطة من النصوص المرجعية وتأويلات علماء الدين والحكماء والمصلحين.
لكن انتصار الأديان للحياة يجابه بتحديات حقيقية، أبرزها التحدي الثقافي المتمثل في اختلال التوازن بين الحرية والمسئولية، والتحدي الأخلاقي المتمثل في تنكر بعض الأمهات والآباء ومعهم كذلك بعض العاملين في مجال الصحة، لصوت الضمير والواجب الأخلاقي الراسخ في الفطرة الإنسانية والمدعوم بالتوجيهات الدينية والأوامر الإلهية، ثم التحدي الاجتماعي المتمثل في ضعف التنمية والعدالة الاجتماعية. فكيف تنظر الأديان إلى ظاهرة الإجهاض ؟ وما هي المفاهيم الدينية التي تحفظ حق الأجنة في الحياة؟ وكيف تسعى الأديان إلى غرس قيمها الأخلاقية في المنظومة الصحية والثقافية المسؤولة عن الإجهاض؟ هذه أبرز الأسئلة التي تسعى هذا المقالة للجواب عنها في إطار دراسة دينية مقارنة تكشف عن مهمة رئيسة للأديان في عصرنا، وهي الانتصار للحياة.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/63576Collections
- Creed and Dawa [152 items ]