البحث المصطلحي في الدراسات القرآنية: أسسه المعرفية وإشكالاته المنهجية
الملخص
تهدف هذه الدراسة إلى بيان ماهيّة منهج الدراسة المصطلحية القرآنية وأهميته كرافد معرفي جديد ينهض بالبحث القرآني ويراكم جهوده التاريخية، من التحليلية إلى الموضوعية، ليفتح أفقًا جديدًا ينطلق من التعامل مع ألفاظ القرآن الكريم كمصطلحات لها سياجها اللغوي وشخصيتها المعنوية ودلالاتها السياقية الخاصة.
وتؤسّس الدراسة لمنهجها من خلال ثلاث تجارب رائدة في العالم الإسلامي: المدرسة الهندية وإمامها عبد الحميد الفراهي، المدرسة الشامية وعميدها أحمد حسن فرحات والمدرسة المغاربية ورائدها الشاهد البوشيخي. هذه الأخيرة تقترح خمسة أركان للدراسة المصطلحية: الدراسة الإحصائية، المعجمية، النصية والمفهومية، وصولا إلى العرض المصطلحي، وما يحتويه من تعريفات وصفات وعلاقات وضمائم ومشتقات وقضايا.
من هذا المنطلق، تحاول الدراسة أن تتبع أهم الأسس المعرفية للبحث المصطلحي القرآني، والتي تتمحور حول مرجعية تصوّرية ثلاثية: قرآنية المصدر، وعقلانية المنهج، وواقعية التطبيق. فالمصدرية القرآنية تمثّل الغاية الموجهة للبحث المصطلحي ومجاله النصي، والعقلانية المنهجية تستحضر بعدين أساسين: منهجية البحث القرآني التفسيري عامة، ومنهجية الدرس المصطلحي خاصة، في فضاء الدراسات الأدبية. أما الواقعية التطبيقية، فهي تعبّر عن مدى حضور الواقع وقضاياه في البحث المصطلحي، مما يضفي عليه الوظيفية والجدوى والفعالية العملية.
من شأن هذه الأسس حسم لفيف من الإشكالات المنهجية التي تحيط بالبحث المصطلحي. يتقاطع فيها مع عموم الدراسات الإنسانية والإسلامية، ويختص ببعض الإشكالات المتعلقة بكونه درسًا قرآنيًا وتفسيريًا من جهة، ثم بكونه درسًا مصطلحيًا من جهة ثانية. هذا مجاليًا، أما محوريًا فإشكالات الدرس المصطلحي تؤول إلى مصدريته القرآنية، أو إلى عقلانيّته المنهجية، أو إلى واقعيته الميدانية. أي أنها متعلقة بالنص أو المنهج أو الواقع.
هذه الإشكالات بقدر ما هي عوائق وكوابح، بقدر ما هي علامات نمو تحفّز الدراسات المصطلحية لتثبت كفاءتها وفعاليتها وأهليتها لتحمل أمانة النص وأداء رسالة المنهج وحلّ مشكلات الواقع المعاصر.
المجموعات
- 2019 - Volume 1 - Issue 1 [11 items ]