البناء المنطقي للمفهوم ومداخل اللبس في صناعة المصطلح
الملخص
يتناول هذا البحث الصياغة المنطقية للمفاهيم والمصطلحات باعتبارها أحكامًا. فالحكم هو قرار ذهني يثبت به العقل مضمون الاعتقاد ويقلبه إلى حقيقة. في وَضْعنا للمصطلح نحتكم لمبادئ العقل التي بدونها تَخْتَل المفاهيم، ومن خلال مبدأ الهوية يتقرَّر لدينا أنَّ المفهوم يحافظ على معناه ودلالته طيلة عملية البرهان الواحد. وبمبدأ عدم التناقض يستحيل حمل صفة وعدم حملها على موضوع واحد بعينه في الزمن نفسه.
والمصطلح قبل تحديده، هو تَصوُّر في الذهن، وهذا التصور له عند المناطقة مفهوم وماصدق؛ فالمفهوم هو كل الصفات والخصائص التي تشترك فيها كائنات عديدة، والماصدق هو مجموع الأفراد الذين تَصْدق عليهم صفات المفهوم. وبالتعبير عن التصور يصير حدا. ولتجنب اللبس نأخذ في الحسبان أنَّ الحد (المصطلح) - بوصفه تعبيرًا عن المفهوم - قد يكون كليًا يُطلق على عدد من الأفراد. وقد يكون جزئيًا يُشار به إلى فرد بعينه.
كما يتطرق البحث للتعريف باعتباره قولًا شارحًا يراعي قواعد منها الماهية والجنس القريب والفصل النوعي؛ إذ لا يكون التعريف صحيحًا إلا إذا كان جامعًا مانعًا، ويتم التعريف بالجنس القريب والفصل النوعي، حتى يتساوى التعريف مع المعرَّف في الماصدق. وعليه، فمن الضروري الإحاطة بوحدات الفكر المنطقي وقواعده.
يركز البحث على نموذجين، لاستخلاص أثر الخلل في بناء المفاهيم والمصطلحات، وما أنجَرّ عنهما من مآخذ استدلالية: الأول لابن الصلاح صاحب القياس، أما النموذج الثاني فأستعرض من خلاله مناظرة أهل السنة للمعتزلة، والتي بسطها «محمد المغيلي» في كتابه «مصباح الأرواح في أصول الفلاح»، للوقوف على الانزلاقات المتضمّنة في المفاهيم والمصطلحات، وما نجم عنها من أغاليط: منهجية، منطقية، سياسية وعقائدية.
المجموعات
- 2019 - Volume 1 - Issue 1 [11 items ]