المنظور " الأکسیولوجی " للنص الشعری ( مقاربة نقدیة معرفیة فی شعر السیاب )

Abstract

یعنى هذا البحث بمعالجة المنظور الأکسیولوجی ( القیمی ) فی النص الشعری من حیث التنظیر والتطبیق ، وقد حاولنا توضیح المفهوم التنظیری من حیث الانطلاق من الجوانب القیمیة کالمأثورات الشعبیة والدراما والأغانی الشعبیة والحکایات الشعبیة والأساطیر وغیرها ، ومدى ارتباط النص الشعری بهذه الأنساق النوعیة والمعرفیة . ویعرج البحث على تطویر هذا المفهوم بإیجاز شدید دون الخوض فی الجذور التاریخیة للمصطلح أوربیا وعربیا . ومن ثم وقفنا عند منظور ابن خلدون لهذا البعد القیمی للجوانب الأسطوریة والاجتماعیة والتاریخیة وغیرها ومدى انطلاقه من هذا الحکم القیمی على الأنساق المعرفیة . ثم تطور هذا المفهوم عند فیکو ولیفی اشتراوس وغیرهم . من حیث ربط الأنساق الأسطوریة بالصور الشعریة والموسیقی النوعیة فی النصوص الشعریة . ثم انطلق البحث لتطبیق هذا المفهوم على بعض النصوص الشعریة للشاعر العراقی بدر شاکر السیاب - على سبیل التمثیل - الذی یعد رائدا فی توظیف الأنساق الأسطوریة فی النص الشعری لیعبر من خلالها عن أبعاد لإیحائیة ودلالیة ورمزیة . وخلص البحث إلى أن المنظور الأکسیولوجی (القیمی ) بمفهومه الشمولی – من وجهة نظرنا - لا یقف عند حد الموروث الشعبی والأسطوری لکنه یمتد لیشمل الموروثات التی شکلت أبعادا قیمیة أخری فی النصوص الأدبیة – وقد شکل هذا البعد ملمحا جوهریا فی تفسیرنا للنص الأدبی النوعی فی مرحلة الثمانینیات وما بعدها . ومحاولتنا لتوسیع أفق البعد الأکسیولوجی جاء من شعورنا بالحیرة ونحن نتلقى النص , لأن ما یشکل بعدا قیمیا فی تفسیر النص لیس فقط البعد الأسطوری والشعبی - کما رآه النقاد الأوربیون الذین أشرنا إلیهم - لکنه یمتد لموروثات ثقافیة أخری کالموروث التاریخی والأدبی والمیثیولوجی وغیرها .