ضبط الترتيل وأثره في توثيق النص القرآني
الملخص
إن من دلائل إعجاز القرآن الكريم تكفل الله بحفظه إلى يوم الدين، ومن مظاهر هذا الحفظ تعبّد الأمة بتلاوته بمنهجية ثابتة تواترت آليّتَها، وتوحدت طريقتها، خطأً ولفظاً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول التالين، متحدياً التلقّي والتلقين خشية اللحن، فجاء الأمر بالتتبّع والمشافهة في قوله تعالى: (فَإِدَا قَرَأنَاهُ فَاتَبعْ قرْآَنَهُ) [القيامة: 18]. ويُعدٌ علم التلاوة والتجويد من العلوم المهارية العملية، إضافة لتميّزه بمادة نظرية، جامعة مانعة، حيث يرتكز على معارف نظرية محددة، وتشارك في تطبيقه حواس متعددة؛ من أذن تنسمع وتعي اللفظة القرآنية وعين تنظر وتبصر آلية لفظها ونطقها، وفم ينطق ويلفظ بلسانه وشفتيه وحلقه الحروفَ من مخارجها الصحيحة، ومهارة ممثّلة بضبط صفات هذه الحروف لتصبغها بفصاحة عربية بليغة، إضافة إلى العقل، والذي تشكل الذاكرة فيه حيّزاً مهمّاً لتثبيت المقروء والمحفوظ من كلام الله تعالى، ناهيك عن القلب والفؤاد الذي يعي معنى الكلام فيخشع له، ويخلص في التعامل مع القرآن تأدباً وتعظيماً وتعبّدا ليُرزّق بركتّه وفتحه. من هنا جاءت هذه الدراسة تهدف إلى إبراز قواعد التلاوة والترتيل، وأصول القراءة والتجويد، كمنهج ثابت بِيّنَ، تواردت عليه الألسنة، وتواترت آلية ترتيله، تطابقاً مع الرسم العثماني على مرّ القرون، إلى أن ألفينا اللسان القرآني في حاضرنا موحداً في شتى بقاع الدنيا، مما يزيد القرآن إعجازاً، ويعزز حفظه الذي تم التأكيد عليه. أما منهج الدراسة فيعتمد على المنهج المقارن والتحليلي والنقدي. وقد أفضى البحث في نتائجه إلى تميّز القرآن الكريم بتيسير تلاوته لجميع المستويات العمرية، والفئات الجنسية، والمراحل التعليمية، ما يؤكد عالمية خطابه، ويعزز أهمية ضبط التلاوة والتجويد. ويبين ضرورة التلقّي والتلقين والمشافهة لأصول التلاوة، ويحذر من الاجتهاد المطلق في تلاوة القران الكريم، ذلك أن التزام قواعد التلاوة والتجويد ضمانٌ لتبليغ كلام الله تعالى للأجيال خالياً من الزلل واللحن والتبديل والتحريف والتغيير.
معرّف المصادر الموحد
http://jmqs.usim.edu.my/index.php/jmqs/article/view/150DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/14989المجموعات
- القرآن والسنة [80 items ]