مقومات الشخصية الإيجابية في السنة النبوية لدى عينة من طالبات جامعة قطر : دراسة وصفية تحليلية
الملخص
قال الرحمن سبحانه وتعالى (إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11]. إن إصلاح النفس مدخل كل خير، وهي غاية عزيزة المنال، غالية الثمن، تحتاج إلى صدق العزم، وبذل الجهود. وقد تعهد النبي صلى الله عليه وسلم بتوجيه من المولى سبحانه وتعالى، بناء نفوس أصحابه في هذه الجماعة المسلمة الجديدة، الوليدة، الناشئة، لحمل هذه الرسالة الخالدة، والمكلف بتبليغها في العالمين. ثم تسارعت الأحداث في هذا الزمن بشكل مذهل إلى درجة أن الإنسان لم يعد في استطاعته أن يتنبأ بما قد يحدث بعد ساعة من الوقت، إلى جانب ثورة الاتصالات، وتطور التقنية التي وصلت إلى كل منزل، فأفقدت الحياة بهجتها، وأثرت على العلاقات الإنسانية في جميع المجالات وحتى في العلاقات الأسرية.
وهذا الأمر أدى إلى ضعف القلب، الذي أصبح عاجزا عن أن يجعل الجسم يواجه أي عمل يتطلب جهدا، ومثله الضعف الذي يصيب مراكز الفكر في المجتمع، يجعله أيضا لا يقوى على مواجهة أي مشكلة تتطلب بسطة في العلم والجسم[1]. هذا التشبيه ورد في أحاديثه صلى الله عليه وسلم، حيث يذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم المثل العضوي ويشبه به العلاقة الاجتماعية فيقول: "ترى المؤمنين في تراحمهم، وتوادهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضوا، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى"[2]. فالتوازن الدقيق في تعامل المجتمع مع بعضه، يتأثر كما يتأثر الجسد مع العضو المصاب، أيضاً رسم رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاقة بين سنن البشر، وسنن المادة في حديث المركب ليبين للمسلمين أن للمجتمع قانوناً يترابط به ليحميه من الغرق. فيقول: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعاً[3].
إن من السهل إمكان إدراك نتائج الخرق الذي يحدث للسفينة، ولكن ليس بمثل هذه السهولة إمكان إدراك نوع الخرق الذي يحدث للمجتمع. وهنا يظهر مدى وعي المجتمع، الذي يعتبر كل فرد فيه مسئولاً. من هذا المنطلق تأتي "أهمية الشخصية الإسلامية الإيجابية" التي تتعامل مع الحقائق والبشر، من خلال مسئوليته، واستطاعته وقدرته.
معرّف المصادر الموحد
https://jsrep.journals.ekb.eg/article_48463.htmlالمجموعات
- الدراسات الإسلامية [67 items ]