التأصیل القرآنی لاختیار اخف المفاسد عند التعارض
الملخص
القرآن الكريم هو أصل الأصول التي يمكن الاعتياد عليها في تقرير القواعد التـي تتأسس عليها الأحكام المتعلقة بالمفاسد والمصالح، واعتياد المعيار القرآن في تحديد المفاسد هو الأصح؛ لأنه معيار رباني ثابت أقر بمقتضى العلم المحيط، والخبرة التامة، والحكمة المنزهة عن الهوى، وهذا لا يعني إهدار الرأي المنبثق من العقل، والمسدد بنور الوحي؛ ولكنه يعني إقصاء الرأي المذموم المبني عل غير أس، والمستند إلى غير أصل. إن المفاسد عل درجة كبيرة من التنوع والكثرة في أقسامها، وفي موضوعاتها، ومن يتجرأ على الموازنة بينها دون أن يميز بين أقسامها، ويتفهم ضرورات الواقع، أو تغـير مصالح الناس، قد يدفع أخفها، ويرتكب أو يدفع غيره من المكلفين إلى ارتكاب أشدها ضررا، وأعظمها إثما ووزرا. وقد لاحظت أن التنوع في الآيات التي تؤصل لاختيار أخف المفاسد يدل عـلى أن هذا الأمر كان حاضرا في الخطاب القرآني حضورا قويا، حيث تم إقراره بذكر شواهد لتطبيقه في القرآن المكي، واستمر هذا الإقرار بتشريع أحكام تنبني عليه في القرآن المدن، وقد تجلى مدى شموله من خلال تطبيقاته في الجانب العقدي وفي الجانب التشريعي، وفي جانب السلم والحرب، وفي جانب علاقة المسلمين مع المسلمين، ومع غير المسلمين، بالإضافة إلى جانب التعامل مع طغيان الحكام، أو في شؤون عامة الناس، وهذا يقتضي حضور تجليات هذا الأمر في العقل الإسلامي الذي يواجه الوقائع والقضايا التي تعرض للمسلمين في كل زمان ومكان.
معرّف المصادر الموحد
https://qkt.journals.ekb.eg/article_11663_fdb0e4e195e4367da30b51cad238c034.pdfالمجموعات
- القرآن والسنة [80 items ]