الفلسفة والتصوف في فكر حجة الإسلام أبي حامد الغزالي
Abstract
إن الباحث في فكر حجة الإسلام الإمام أبي حامد الغزالي يجد أنه جمع بين الفلسفة والتصوف ، بين الروح والعقل ، أو بين الإيمان والعقل ، فهو من حيث العلم بحر لا ساحل له ، ومن حيث رجاحة العقل فله فيه القدح المعلى والتحرر الفكري من ربقة التقاليد ، ومن حيث سمو ونصاعة الروح الفاضلة وإشراقها فكتبه دليل عليها ، فهو آية في الجمال والكمال البشريين وإنسان ورجل بمعنى الكلمة بكل ما تحمل هذه الكلمة من أبعاد ...
إن الإمام أبا حامد الغزالي فقيه وفيلسوف ، حتى وإن هاجم الفلاسفة ، وهو ينتمي لمذهب أهل السنة والجماعة ، فهو على مذهب الإمام الشافعي ، كما أنه ينتمي للمدرسة الأشعرية في العقيدة ، والتي توازن بين العقل والنقل ، ولقد جمع الإمام الغزالي بين الريادة الفلسفية والموسوعية الفقهية والنزعة الصوفية الروحية ، اتسم بالذكاء وسعة الأفق وقوة الحجة وإعمال العقل وشدة التبصر، مع شجاعة الرأي وحضور الذهن ، كل ذلك أهّله ليكون رائدا في تلك العلوم المختلفة والفنون المتباينة ؛ فكان الغزالي فيلسوفا وفقيها وصوفيا وأصوليا ، يحكمه في كل تلك العلوم إطار محكم من العلم الوافر والعقل الناضج والبصيرة الواعية والفكر الراشد، فصارت له الريادة فيها جميعا، وأصبح واحدا من أعلام المسلمين الموسوعيين المعدودين.
Collections
- Creed and Dawa [143 items ]