الضوابط الترجيحية ومنهجية التعامل مع مرويات السيرة النبوية
الملخص
من المؤكد أن هناك العديد من الفوارق بين دراسة النصوص المقدسة في الأديان بشكل عام وبين دراسة الحراك التاريخي لهذه الأديان ، خاصة لدى الباحثين الذين ينتمون إليها . فالنصوص المقدسة بشكل عام من الضروري التعامل بمنتهى الحذر والتثبت فيما يتعلق بمدلولاتها خاصة أن هذه المدلولات سوف يكون لها أثراً تشريعياً في حياة المؤمنين بها ؛ في حين أن هذا المستوى من الحذر يكون أقل كثيراً فيما يتعلق بالحراك التاريخي لأتباع هذه الأديان، لكونه بشرياً في كل الأحوال حتى لو اعتبره بعض المتدينين مقدساً ، فإن البعض الآخر قد لا يعتبره كذلك . على أن نصوص السيرة النبوية الشريفة تمثل حالة خاصة ، فسيرة أي نبي مؤسس لدين وبالرغم من كونها تدخل في نطاق التاريخ ، إلا أنها تمثل كذلك أحد الدلائل التي يعتد بها في صياغة التشريعات المتبعة أو في نقضها ، وبالتالي فهي تحمل قدراً كبيراً من القدسية كالنصوص المقدسة ومن الضروري التعامل مع هذه السيرة بما يلائم قدسيتها وما ستمثله من أثر في حياة المتبعين لهذا النبي . وربما تحمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نوعاً من الخصوصية ، فهي لم تكتب في عهده ولا في خلال القرن الهجري الأول ، فأول كتاب السيرة ، كما يبدو ، هو ابن إسحاق المتوفي سنة 151 هجرية ، وبالتالي فمن غير المتوقع أن تكون المرويات عن النبي (ص) دقيقة جداً فيما نقلته عن السلف ، بل إن بعض الأحداث المرتبطة بفترة ما قبل مولد النبي (ص) لم يعاصرها أي من الرواة الذين نقلوها لنا ، وبالتالي فمهما كانت مصداقيتهم في نقل الحديث فإن عدم معاصرتهم للحدث قد تجبرنا على ضرورة إعادة النظر في طريقة نقد مرويات السيرة من أجل الوصول إلى سيرة نبوية أكثر خاصة مع حالة التنوع التي نلحظها في المرويات المتعلقة بالفترة المبكرة من التاريخ الإسلامي بشكل عام
معرّف المصادر الموحد
http://www.asjp.cerist.dz/en/article/95941DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/17809المجموعات
- العقيدة والدعوة [143 items ]