تنوير الخطاب الديني من منطلق الفكر الإسلامي : ضرورته وضوابطه
الملخص
كثر الحديث عن تجديد الخطاب الديني وضرورة تنويره، وذلك من منطلق ضرورة ملاءمة
الخطاب الديني للعصرالحالي الذي يشهد حالة من حالات الحراك الديني والسياسي والاجتماعي، ويرجع
طرح موضوع الخطاب الديني على ساحةالبحث إلى التهديد الخارجي للأمة الإسلامية بأسرها، وفي غمرة
هذا الطرح نسي الباحثون أن قضية تجديد الخطاب الديني الإسلامي قد فرضت على الأمة فرضا لأنها
لم تكن مطروحة بشكل جدي كما هي الآن، كما أن معظم الكتابات التي تفلسف أو تنظر لقضية التجديد
تنصب على إيضاح صورة الإسلام الحقيقية للغرب، لذلك فمعظم هذه الكتابات جاءت لكي تدافع
وتغازل الغير وهي صورة سلبية، لأن المطلوب هو تجديد الخطاب من أجل الذات، من أجل الأمة
ومشروعها الحضاري.
ومن الطبيعي من خلال هذا الطرح الإيجابي من الداخل سيستدعى التعامل مع ما يروج ضد
الإسلام في الغرب، ولكن الأجدى أن يكون التجديد ودعوته التنويرية نابعةأصلا من الإدراك الشامل أن
الخطاب الديني الإسلامي مرتبط بحياة المسلمين الواقعية، وأن هناك مشاكل كامنة متأصلة في هذا
الخطاب يعود بعضها لأكثر من ألف عام؛ والصدق في طرح هذه المشاكل والعيوب يكون مقدمة
للتجديد، والصورة الإيجابية هي أن وضع المشاكل على موائد البحث بشفافية ستعطي الباحثين قدرا كبيرا
من وضوح الرؤية لاتخاذ خطواتهم الجدية في التجديد المفترض، فالتجديد مشروع حضاري متكامل
يشمل التربية وإحياءالعقل النقدي.
ولكن هنا يثورتساؤل مهم،من هو أو من هم أو ما هي الجهات التي يجب عليها تجديد الخطاب
الديني، هل هم أفراد العلماء أم هي المؤسسات الدينية الرسمية والجامعات الإسلامية، هل هم المفكرون؟
ومن هم المفكرون؟ ثم ما هو الخطاب الديني المنشود، هل هو القائم على العقل وحده أم هو القائم على
النقل وحده؟ وكذلك ما هو التنوير المطلوب، هل هو التنوير الأوروبي؟ وما مدى استفادة الأمة من
فلاسفة نهضتها؟ وكل تلك الأسئلة تواجه المجددين بشدة، خاصة وأننا نشهد عدة خطابات دينية تختلف
باختلاف المذهب الذي تنتمي إليه، ولكن الجميع يشهد بأن الخطاب الديني الإسلامي في حاجة إلى
تجديده لأنه قاصرعن مواجهة متطلبات الزمن المعاصرالمعقد المتشابك.
ولابد من القول إن قصور الخطاب الديني اليوم يرجع إلى خلل حاد في المفاهيم والمصطلحات
الناشئة، واستدعاء الخطباء للماضي دون النظر للمستقبل، ومن الواجب التوضيح والقول: إن القصور في
الخطاب الديني لا يعني قصورا في الدين، فهناك فرق بين الدين كوحي رباني يشكل نظرية حياة متكاملة
خالدة، وبين إخفاق المسلمين في ترجمة هذه النظريةإلى واقع حضاري.
تأتي هذه الدراسة في السياق المتصل والمتسق مع النداءات الكثيرة التي تنادي بضرورة تنوير
الخطاب الديني من المنطلق الإسلامي، تنقسم الدراسة إلى ثلاثة مباحث رئيسية وخاتمة هي:
المبحث الأول: تعريف الخطاب الديني وتاريخه وأبعاده.
المبحث الثاني: التنوير: تعريفاته وتاريخه ورجاله.
المبحث الثالث: الجهات المجددة للخطاب الديني من منطلق الفكرالإسلامي.
خاتمة وتوصيات.
معرّف المصادر الموحد
http://irigs.iiu.edu.pk:64447/gsdl/collect/alderasa/index/assoc/HASHea9e.dir/doc.pdfDOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/17869المجموعات
- العقيدة والدعوة [143 items ]