قراءات في كتاب المعتبر لأبي سعيد الكدمي : دراسة وتحليل
Abstract
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن والاه إلى يوم الدين... وبعد:
فتلبية للدعوة الكريمة المباركة من المنتدى الأدبي بسلطنة عمان المحروسة للمشاركة في ندوة العلامة المحقق المرحوم (الشيخ أبي سعيد الكدمي) ببحث عنوانه: (قراءات في كتاب المعتبر دراسة وتحليل).
توكلت على الله، وقمت بمراجعة هذا الكتاب الجليل من الشيخ الجليل الذي أسفت كل الأسف حين وجدت أن ما وصل إلينا منه لا يتجاوز الربع إذ ذكر سماحة العلامة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان الذي قدم لهذا الكتاب في طبعته الأولى أنه (كان يقع في تسعة أجزاء ولسوء الحظ لم يبق من هذا الكنز الثمين إلا جزآن وبقية الأجزاء أتلفتها يد الحوادث) ([1]).
ولذا فإنه بعد أن قامت وزارة التراث القومي والثقافة مشكورة بطبع هذا الكتاب عام 1405 هـ - 1984م، لكونه مصدرًا هامًا للتشريع الإسلامي والمكتبة الإسلامية وقع في أربعة أجزاء.
كان الجزآن الأول والثاني عما يخص أصول الدين خصوصًا ما يتعلق بالولاية والبراءة.
أما الجزآن الثالث والرابع فإن معظمهما كان في أبواب من الطهارة. ولم يكن للصلاة حظ فيهما إلا في أواخر الجزء الرابع. وهذا يجعلنا نأسف كل الأسف لفقدان جزء كبير من المفاهيم والاجتهادات والتجديدات التي كانت سمة ظاهرة للعلامة الكدمي ظهرت من خلال ما وجدناه من كتابه هذا على صغر حجمه وقلة ما تناوله من موضوعات.
ولقد ذكر سماحة العلامة المفتي إظهارًا لموقع كتاب (المعتبر) بين كتب الفقه الأباضي "إن من بين الكتب الفقهية المعتمدة في القضاء والإفتاء عندنا في عمان كتاب الجامع للإمام أبي جابر محمد بن جعفر الأزكي المتوفى في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، وقد عني الإمام الكبير أبو محمد ابن سعيد الكدمي رحمه الله - بهذا الكتاب فأولاه عناية خاصة إذ أخذ يحلل مسائله ويجري أحكامه في كتاب واسع أسماه المعتبر" ([2]).
ولأن هذا السفر العظيم يحتاج في تحليل مفردات أحكامه وسبر غور آرائه إلى وقت طويل وجهد متواصل فإني سأضع بين يدي القارئ من خلال بحثي هذا نماذج من أفكاره وسمات من أسلوبه لتتضح له معالم الطريق الذي أنتجه الشيخ الكدمي في مؤلفه هذا ولترتسم له صورة الفلسفة الفقهية ما يتعلق منها بالفقه الأكبر، وما يتعلق منها بالفقه الاكبر وما يتعلق منها بالفقة الأصغر لدى أبي سعيد - رحمه الله تعالى.
والمشكل في دراسة هذا الكتاب وتحليله أن محققه - فيما يبدو لي - لم يهتم بحل غوامضه ولا تبيين مبهمه ولا تفصيل مجمله إذ وقعت بعض العبارات مفككة غير مرتبطة ببعضها مما يشير إلى سقط في النسخ أو الطباعة.
مع هذا فإن جهد وزارة التراث القومي والثقافة في سلطنة عمان في إخراج هذا الكتاب وغيره من أمهات المراجع الضخمة في الفقه الأباضي وأصوله كان جهدًا متميزًا يستحق القائمون على أمرها كل ثناء وشكر، وبهذه المناسبة أعرب عن عظيم شكري وخالص دعواتي لصاحب السمو السيد فيصل بن علي بن فيصل، على ما يبذل من نشاط لخدمة العلم ونشره وتحقيق تراثه وجعله فاعلاً في المكتبة العربية والإسلامية.
وكما أغتنم الفرصة لأعرب عن صادق مشاعري وعظيم امتناني وجزيل شكري للمنتدى الأدبي وللقائمين عليه الذين شرفوني بهذه الدعوة الكريمة للمشاركة في هذه الندوة المباركة لمثل هذا العلم الكبير من أعلام الفقه الأباضي، الذي وصفه الواصفون بأنه على جانب عظيم من الزهد في الدنيا متجهًا إلى خدمة شريعة الله تعالى، وأنه من أجلة علماء المذهب الأباضي بعمان حتى أنه لقب بإمام المذهب كما عبر عنه بذلك سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة معللاً ذلك بقوله: (ذلك يعود إلى ما قام به من رتق الفتق ولم الشعث في عمان) ([3]).
وستكون هذه الإطلالة على هذا البحر من خلال اثنى عشر موضوعًا مختارًا من الكتاب فنقول وبالله التوفيق.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/17950Collections
- Fiqh and Usul Al Fiqh [59 items ]