المقاربات الشرعية المعاصرة للمفاهيم والموضوعات السياسية: قراءة في المنهج

Abstract

ينصب اهتمام هذا الإصدار على منهجية المقاربات الشرعية التي تحتفظ بصلة قوية بالتراث، ولكنها تسعى مع ذلك، للتجديد والتواصل مع قضايا السياسة المعاصرة. ونقصد ((بالمقاربات الشرعية في المجال السياسي))، تلك المعايير والضوابط التي وضعها فقهاء المسلمين من باب الإمامة والخلافة ، لتكون إطارا نظريا عاما للدولة الإسلامية. لقد ظلّ علماء المسلمين يقومون منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي بالنظر ثم إعادة النظر في تلك المنظورات التراثية من جهة ، وفي كيفية التعامل من جهة أخرى مع الوافد الفكري الجديد..ورغم كل المحاولات تلك، يبدو أن سؤال المنهج هو السؤال الملحّ الذي ظل يطوّقها، فهو سؤال يدور حول المحددات المنهجية التي يجب اتباعها من قبل الباحث المعاصر، أي كيف يتعامل مع النص القرآني ، ومع المرويات الحديثية، ومع التراث الضخم الذي تولّد (تاريخيا) في ظل التفاعل مع تلك النصوص، ومع الواقع المعاصر الذي تباعد كثيرا عن النص الإيلامي والتراث معا... منشأ هذا التساؤال يعود إلى أن كثيرا من المقاربات الشرعية المعاصرة تعاني من خلل منهجي ملحوظ يتمثل في أمرين، الأول: إغفال للأبعاد الاجتماعية والسياسية التي أسهمت (تاريخيا) في تكوين المدونة الفقهية – السياسية، والثاني: تناول موضوعات السياسة المعاصرة بمفاهيم ومنظورات المدونة التراثية بمعزل عن التطورات الهائلة التي شهدها البحث العلمي والواقع العملي. وبناء على هذا، فقد اشتمل الإصدار على تتبع وعرض نقدي لكثير من المفاهيم السياسة التي تمتلئ بها كتب التراث، والتي تحتاج، حسب ما يرى بعض الباحثين إلى تديقيق وإعادة تعريف، وذلك مثل : مفهوم السياسة، والشعب، والمجتمع، والشورى، والحاكمية ، والحقوق، والحريات العامة، وتداول السلطة، وأهل الحل والعقد... وغيرها من المفاهيم التي رأى الباحثون أنها محل إشكال، وأن ما تقرر بشأنها في كتب التراث ظل موضع نقد.. وجدير بالذكر، أن هذا الكتاب الإلكتروني يضمّ أوراق المشاركين في الندوة الدولية التي نظّمها مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر، والتي كانت بعنوان: "المقاربات الشرعية المعاصرة للمفاهيم والموضوعات السياسية: قراءة في المنهج"، يوم 14 سبتمبر 2019