"المتغير الأمريكي" في ظلال معركة "سيف القدس" تغير في المواقف أم انزياح في المشهد
الملخص
تراكض المجتمع الدولي لاحتواء الأزمة التي تصاعدت بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بسبب القدس والشيخ جراح وإطلاق صواريخ المقاومة. ولمّا كانت معركة "سيف القدس"، وهي المعركة الرابعة التي نشبت مع قطاع غزة بعد حروب الأعوام 2008 و2012 و2014، فإن كثيراً من القوى الدولية دعت لاحتواء الأزمة وعدم تصعيدها.
وجاءت هذه الدراسة للتعرف على حقيقة التغير الذي طرأ على الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية جراء معركة "سيف القدس"، والكيفية التي أثرت بها على المشهد السياسي في الولايات المتحدة، وناقشت الدراسة مدى الانزياح في الموقف داخل أروقة صنع القرار الأمريكي تجاه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، لا سيما في ظل تبنّيها لمنهج الدبلوماسية التي يحلو للإدارة الأمريكية وصفها بـ "الهادئة والفعالة" كطريق لاحتواء الموقف المتفجر.
وقد أكدت الدراسة على أنه من الهامّ في هذا السياق أن نقف على دور المقاومة في تحريك الساكن، لنثبت فرضية مفادها أنه كلما زادت مقاومة الشعب الخاضع للاحتلال على الأرض زاد حضور قضيته في الأجندة السياسية والإعلامية على الصعيد الدولي، بيد أننا سنسلط الضوء على أمريكا كحالة دراسية.
تكمن أهمية قراءة هذه العلاقة بين المتغيرين (أداء المقاومة والتغير في المشهد الأمريكي) في تسليط الضوء على سلوك المقاومة من جانب، وعلى طبيعة التفاعل الدولي، وعلاقة الارتفاع والانخفاض في تبني مقترب من شأنه وضع حد لوجع جيواستراتيجي مزمن. مع التركيز على مثل هذه العلاقة يمكن رسم خارطة طريق من شأنها عدم تضييع المنجز الذي تحقق أو تحويله إلى مجرد منجز آني يعقبه هدوء فلسطيني، يليه نسيان وتجاهل دولي مجدداً. تتوزع الورقة على ثلاثة مباحث تتناول سياق المعركة الأخيرة والظروف المحلية والموضوعية التي جاءت في إطارها، ومن ثم نعرض لطبيعة التفاعلات على الساحة الأمريكية، قبل أن تنهي بتحليل الأسباب التي أضفت صفة التغير أو الانزياح على المشهد قيد النقاش.
خلُصت الدراسة إلى أن ما حصل على الساحة الأمريكية وفي أروقة السياسة شكّل نقلة نوعية في التعاطي مع الصراع في فلسطين، إلا أن ترجمة ذلك على شكل سياسات لا زال شيئاً بعيد المنال ويحتاج من الفلسطينيين فعلاً أكبر على الأرض، وقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي، وحركات الحقوق المدنية ووسائل الاعلام التقليدية دوراً هاماً إلى جانب عوامل أخرى في صناعة المشهد المتحول، وهذا يتطلب البناء عليه واستشراف الكيفيات التي من شأنها الإبقاء على وهج القضية الفلسطينية مشتعلاً إلى أن يتحقق الهدف المنشود فلسطينياً.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/21333المجموعات
- الشؤون الدولية [160 items ]