المعرفة التاريخية في ضوء القرآن الكريم
Abstract
يقدّم الكتاب دراسة مُتعمّقة حول المعرفة التاريخية، في ضوء القرآن الكريم، ويشكّل محاولة جادة للرصد والتتبع والتوثيق لسير وتطوّر المشروعات الفكرية، التي تبنّت رؤية «أسلمة العلوم الإنسانية» و»العلوم الاجتماعية»، وقضت بإحداث تحوّل في النظر إلى هذه العلوم، وإعادة تأملها، ضمن روحانية الوحي وقيمه الإلهية، وأخضعت علم التاريخ بخاصة، لهذا التفكير وأساليبه.
وأفرد المؤلف مساحات واسعة لرصد واستقصاء فكرة «التفسير الإسلامي للتاريخ»، واستدعاء بعض المُقاربات الإسلامية، التي اهتمت بتناول التاريخ، وتأسيسه، ورسم غاياته ومقاصده ومراميه، وفهم تركيبه وتراتبية أحداثه ووقائعه، واستخلاص قوانينه وسننه ومحدّدات تحققه ووقوعه. وأكد المؤلف على العلاقات الكامنة بين منهجية دراسة التاريخ والمعرفة والاطلاع على القرآن، ومن ثمّ بيان الصلات القائمة بين النموذج القرآني وعلم التاريخ، لافتاً إلى أن الظاهرة التاريخية في كتاب الله لا تتوقف ولا تنقطع، وأن الرؤية التاريخية، التي تُعبّر عنها آيات الكتاب، وتتضمّن فلسفة الحدث التاريخي، وتقوم على الاستشراف المستقبلي للأحداث، تؤكد أن الآيات ذات المنطوق والمضمون التاريخي ليست لمجرد العظة والعِبرة، كما يقول بذلك بعض المثقفين. ويُعد الكتاب، محاولة جادة للوقوف على منحى معرفي يتمثل في إيجاد وتأكيد نوعية المعرفة الإسلامية، وعلى تجرّدها وحيادها واستيعابها للمنطق الإنساني في السعي نحو العلوم وأن المكاسب الإنسانية الحضارية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية في تطوّراتها المختلفة ليست حكراً على أمة بعينها أو قومية وحيدة دون الأخريات، وإنما هي تجربة تنهل منها الأجيال جميعاً، وأن ذلك لا ينفي الخصوصية والذاتية في المُكون الإسلامي، في جانب علومه الاجتماعية، وخاصة علم التاريخ.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/23111Collections
- Humanities [152 items ]