الموضوعية باعتبارها علمنة: دراسة في الخلفيات الفلسفية والمآلات الأيديولوجية للموضوعية الحديثة
الملخص
تُسلّط الدّراسة الضوء على الموضوعية من خلال زاوية نظر مختلفة، وذلك بالبحث في الخلفية الفلسفية والنموذج المعرفي الكامن وراءها، بما يقتضيه ذلك من دراسة مختلف السياقات والحيثيات التي تمخّضت عنها، والتي منحتها كل هذا الزّخم الدّلالي والنّجاعة الإجرائية التي تتمتع بهما في الخطاب العلمي الراهن. الأمر الذي أكسبها شرعية راسخة في الوسط العلمي، إلى أن صارت مبدءًا معرفيًا، وتقليدًا بحثيا مؤطرًا لمجمل الممارسة العلمية والأعمال البحثية. وتتصدّى هذه الدراسة إلى إشكالٍ أساس مفاده التنقيب عن الأسس النظرية والقواعد المنهجية التي تنبني عليها الموضوعية، وبحث ما إذا كانت، كما تدّعي ذلك، محايدة ولا معيارية؛ وفقًا لما نادت به من ضرورة بناء علم خالٍ من قيم باسم الحياد العلمي والمهنية البحثية. أم أن الأمر لا يتجاوز مجردّ الادعاء. وتفترض الدراسة أن مفهوم الموضوعية، هو في مبتدئه مفهوم "غير موضوعي" حابل بالتحيّزات للنموذج الإرشادي الوضعي، ومخترق بأيديولوجية العالمانية. ولتحقيق هذا الغرض، تلزم الموضوعية الباحثين بالتعاطي مع موضوعاتهم الإنسانية والاجتماعية بوصفها أشياء مسلوبة سالبة (تشييء الظواهر الإنسانية والاجتماعية). كما تقودهم، بالتبع، نحو التخلّص من كل ما هو تحيز، أو إيمان، أو تفضيل، أو اختيار؛ فيُسوّى بذلك الباحث بالمبحوث بمادة الطبيعية. تعالج الدراسة الموضوع من خلال محورين: الأول يدرس حيثيات ودلالات وتوجيهات الموضوعية، من خلال التطرق لأهم المضامين المعرفية والمنهجية في علاقتها بسياق النشأة والتطور التي تشكلت خلالهما الهوية المفهومية للموضوعية؛ والثاني يخصص لدراسة الأبعاد الخفية للموضوعية.
المجموعات
- 2021 - Volume 3 - Issue 1 [7 items ]