القول بالتوحيد والقول بالطبائع المؤثرة – كتاب «الحيوان» للجاحظ في منزلة بين المنزلتين
الملخص
يضطلع هذا المقال ببحث فكرة جوهريّة مكينة التعقيد، لها صلة وطيدة بفلسفة الوجود، وهي: القول بالتوحيد والقول بالطبائع المؤثرة معًا. وقد مثّلت نقطةَ اشتباكِ علمِ الكلام القديم بالطبيعيّات، وعنوانًا فارقًا للجدل والصراع بين قائل بالتدخّل الإلهي المستمرّ، وقائل بطبائع مؤثّرة في العالَمِ. وبين هذا وذاك نلفي مَن يفسّر نظام هذا الوجود «واجب الوجود وممكن الوجود»؛ وفق تصوّر تتضامّ فيه نظرتان: نظرة فيزيقية إلى الظاهرات الكونية، تعبّر عن إرادة الإنسان وقوانين الطبيعة النسبية، ونظرة ميتافيزيقيّة عَقائديّة، تقول بالإرادة الإلهيّة المطلقة، وتستكنه علاقة هذه الظاهرات باللّه، فلا سبيل إلى معرفة الإلهيات والبرهنة عليها إلاّ الترقّي إليها من الطبيعيّات، وبذا يكون طريق الاستدلال من المتأخِّرات إلى المتقدِّماتِ في ضوء مقتضيات الاستدلال العقلي. وهو تصورّ يلغي التّصوّر القديم الذي جعل مسألة الطبيعيّات تدور في فلك واحد منوطٍ بالانطلاق من الثيولوجي «علم الإلهيّات» إلى الأنطولوجي «علم الطبيعيّات» أو العكس، ونحسب الجاحظ سبّاقًا في ضمّ دراسة العلم الطبيعي إلى دراسة الكلام. فبحثنا قائم على تعقّب مرتكزات الفكرة المدْمِجَةِ لمسألتي: التّوحيد والطّبائع، واستظهار مبرّراتها، على ما يُظهره منطق الاستدلال على أصل الوجود في أحد النصوص التراثية، وهو «الحيوان». ومن هذه الزاوية نعدّ هذا العمل مشروعًا مفيدًا في إثراء البحث الأنطولوجي – الثيولوجي في النثر القديم.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/24261المجموعات
- 2021 - Volume 5 - Issue 1 [7 items ]