التأسيس لليقين المعرفي من علم الكلام إلى علم الحديث
الملخص
لقد رام علما أصول الدين وأصول الفقه بناء معرفة قوية في المنهج والموضوع، ولم يتأت ذلك إلا بإبراز صدقية وأصالة الوحيين، وهو ما تم أولا في معركة الإعجاز بالنسبة للقرآن، ثم جاء التأسيس الثاني في الحديث، ووجدنا أثر ذلك في إنشاء أصول الحديث مثل تصنيف الأخبار والتواتر ورواية المخالفين وشرعية تاريخ الصحابة والموضوعات والمختلف والغريب. وسيظهر أن معارف علوم الحديث ستبنى بخلفية أصولية تجعلها مرادفا للتأسيس اليقيني المعرفي في الأدلة، وذلك بعدما تطورت العلاقات بين الحقلين من التنافر إلى التوازي النظري والعملي بعد الشافعي في بناء نظرية معرفية قوامها القول بمصدرية السنة وبناء مناهج دقيقة في تمييز الحديث، وهو ما اتجه إليه البخاري ومسلم وغيرهما، والذين طبقوا أهداف الشافعي النظرية بجهد عملي. وانبرى المحدثون المتأثرون بالنظرية الكلامية في صياغة علم الحديث دراية وفق هذه الرؤية العلمية في أعمال الحاكم والخطيب وعياض والنووي وابن الصلاح. ثم جاء الشراح الكبار ليصوغوا الشروح الروائية بما يدعم الرؤية الإسلامية ضد المخالفين، وبما يبين عن قدرة عالية للعقل المسلم في إنتاج معرفة علمية رصينة.
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/25357المجموعات
- العقيدة والدعوة [143 items ]