عوائق النهضة: الاغتراب الزماني والمكاني
Abstract
من بين أهم عوائق النهضة، تلك الهزيمة النفسة التي تسكن كثيرا من صناع القرار وقادة المجتمع والفكر في بلداننا الإسلامية، أو ما يسميها ابن خلدون بولع المغلوب بتقليد الغالب، أو ما سماه مالك بن نبي القابلية للاستعمار. وما كان للاستعمار أن يعمر طويلا في العالم الإسلامي، لو لم يجد الأرضية مهيأة لبقائه، من خلال ذلك الاستسلام التام، بل والوقوف إلى جانبه من طرف البعض، وتبنى أطروحاته والدفاع عنها من طرف البعض الآخر. ولولا تلك الحالة النفسية السلبية المتمثلة في الرضا بالعدو، والاستسلام للهوان، والعجز عن مواجهة تحديات الواقع ومشكلاته.
وإذا أردنا أن نتجاوز هذا العائق، فما علينا إلا فهمه وفهم الاليات التي يشتغل بها، ويثبت بها الهزيمة. ولعل ما ذكره ابن خلدون ومالك بن نبي وجودت سعيد وعلي شريعتي وعلي عزت بيغوفيتش وإقبال والمسيري وغيرهم من مفكري المسلمين جدير بأن ندرسه ونستخلص منه ترياق هذا المرض العضال، الذي جعل الاستعمار يتحكم في مفاصل حياتنا ومصيرنا، حتى بعد خروجه العسكري والسياسي، ولكن استمر تأثيره النفسي والفكرين والولاء له بطريقة تكاد تكون خدمة للاستعمار ايمانا به واحتسابا لرضاه.