عوائق النهضة: غلبة البوليتيك
Abstract
في بداية نهضات الأمم، تكون الحاجة ماسّة إلى بذل الجهد، والتضحية، ومضاعفة العمل، وتحسين الأداء، والإيثار، والتعاون، كما تكون الحاجة ماسّة إلى الصدق في القول والعمل؛ وبخاصة فيما يتعلق بتدبير الشأن العام، وقيادة المجتمع، وإدارته. ولو نظرنا في تاريخ الأمم التي بنت حضارات سامقة وخلدت ذكرها في التاريخ لوجدنا ذلك واضحاً. ولنا في الجيل الأول لامتنا خير مثال؛ فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يبذلون النفس والنفيس، ولا ينتظرون جزاء ولا شكورا، كما كان من يتولون امورهم العامة، يبادرون بتحري أفضل ما يصلح للجماعة المسلمة آنئذ.
فإذا ما اختل هذا الشرط في البذل والصدق، فإن المجتمع أو الأمة التي تنشد طريق النهضة الحضارية سيكون طويلا، وغير سوي. ولعلنا نلخص ذلك فيما أسماه مالك بن نبي "معادلة الحق والواجب"، فإذا غلب الواجبُ الحقَّ، فإن ذلك علامة صحة واستقامة، وبخاصة في الإدارة العامة وسياسة المجتمع والدولة، وخدمة الشأن العام. أما إذا غلب الحقُّ الواجبَ فإن ذلك يتحول إلى عائق أمام استقامة البناء الاجتماعي، وبناء الدولة، وتحقيق النهضة الحضارية.
ولعل من العوائق أو المعيقات التي تواجهنا اليوم، هو اختلال ميزان الواجب والحق، لحساب المطالبة بالحقوق.