نقد اشتراطات الفقهاء في الكفاء للنكاح
Abstract
من الجاهليات الجهلاء التي يتدثر بها العالم الاسلامي إلى اليوم مسألة الكفاءة النسبية في النكاح
وهذه الخصلة الجاهلية شكلت ضغطا اجتماعيا أثر على تفكير بعض الفقهاء
فزعموا أن العجمي المسلم ليس كفئا للعربية المسلمة
وليس لهم على هذه الخصلة أثارة من دليل منصوص عن الله ولا عن رسوله
وبعض العرب جعل بنات علي من فاطمة أفضل من بنات رسول الله نفسه
حيث إن رسول الله زوج بناته غير هاشميين وهؤلاء يمنعون ذلك
وبعض العرب يحارب تزويج القشام والمزارع والجزار ومن هو أدنى صنعة بل بعضهم لا يزوج من فتح دكانا لكنه يزوج قاطع الطريق
وكل هذه جاهليات لا قيمة لها ولا وزن ولا دليل
فالاسلام لم يشرع الكفاءة النسبية في الزواج بين المسلمين لا في نص قرآن ولانص سنة فالهندي والفلبيني والاوربي والعربي والاسيوي والافريقي والامريكي بعضم من بعض
إنه دين للبشرية لا لقبيلة وشعب
ولم يشرط سوى الدين
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] ،
وقوله تعالي: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 3] ، ويدل عليه أيضا ما أخرجه الترمذي وحسنه عن أبي حاتم المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير"، قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه"، ثلاث مرات.
حديث حسن
وقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم بناته ولا أحد يكافئ رسول الله
وزوج القرشيات ببقية العرب وزوج عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري اخته من بلال
وزوج ابوحذيفة ابن عتبة ابن ربيعة
بنت أخيه لمولى من الموالى هو سالم مولى لامرأة من الانصار
وكلك ا المقداد بن ادعمرو (الاسود) الكندي زوجه رسول الله ببنت عمه
ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب
وزوج أبو بكر أخته الأشعث بن قيس الكندي وزوج علي ابنته أم كلثوم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه
ورضي الله عن أمام دار الهجرة مالك الاصبحي التعزي الحجري اليماني
حيث أسقط هذه الترهات
قيل لمالك : إن بعض هؤلاء القوم فرقوا بين عربية ومولى ، فأعظم ذلك إعظاما شديدا وقال : أهل الإسلام كلهم بعضهم لبعض أكفاء ، لقول الله تعالى في التنزيل : { إنا خلقناكم من ذكر
وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم } المدونة الكبرى 3 / 163،
وكان سفيان الثوري يقول : لا تعتبر الكفاءة في النسب ؛ لأن الناس سواسية بالحديث ، قال صلى الله عليه وسلم : " لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى " ، وقد تأيد ذلك بقوله تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم }
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/26176Collections
- Fiqh and Usul Al Fiqh [59 items ]