قوة إقليمية معطلة: سياسة خارجية جزائرية كلاسيكية في عالم متغير – تأملات نقدية في ضوء مقاربة القوة الناعمة
التاريخ
2022-06-19البيانات الوصفية
عرض كامل للتسجيلةالملخص
تسعى هذه الورقة إلى إعادة التفكير في المنطق التقليدي الذي أظهرت السياسة الخارجية الجزائرية ميلًا إليه منذ الاستقلال، والمرتكز على مقوّمات القوة الصلبة وأدواتها في التعامل والتأثير؛ مما جعلها ضيّقة الأفق، محدودة التأثير، في عالمٍ تتغيّر مفاهيمه وأدواته وطبيعة العلاقات فيه بسرعة كبيرة. وتلفت الورقة الانتباه إلى وجود مصادرِ وأدوات قوةٍّ أخرى كامنةٍ للجزائر – غير قوّة السلاح والنفط وأدوات الدبلوماسية الرسمية الكلاسيكية – سيؤدّي الاستثمار فيها وتفعيلها في سياسة البلاد الخارجية إلى تقوية مكانتها على الساحة الدولية، وإلى توسعة مجالات نفوذها الخارجي، وترسيخ قيادتها الإقليمية الحميدة في القارة الأفريقية وغرب المتوسط، وبتكاليف أقلّ. نقصد هنا مصادر القوة الناعمة الكامنة والمعطلة في آن، والتي أدّى عدم الاستثمار فيها بالشكل الأنسب إلى جعل الجزائر "بلدًا مُعطّلًا" من الناحية الجيوبوليتيكية، أو ما نُسميه هنا – استلهامًا من كارل شميدت – "بالغروسروم المُعطّل" (The Broken Grossraum) في منطقة شمال أفريقيا وغرب المتوسط. سوف تُحدّد هذه الورقة في البداية المقصود بالقوة الناعمة؛ مصادرها وأهميّتها المعاصرة في السياسة الخارجية للدول. وبعد أن تُقدّم صورةً عامةً عن طبيعة السياسة الخارجية الجزائرية ومبادئها الرئيسة منذ الاستقلال؛ توضح الورقة معالم القوة الناعمة التي تتمتّع بها الجزائر، التي ظلّت إلى الآن مُعَطَلّةً غير مُستثمَرٍ فيها بالشكل الأنسب. أخيرًا، تُحاجج الورقة في ضرورة توفّر جملة من الشروط من أجل الوصول إلى مصادر هذه القوّة الناعمة الكامنة وتفعيلها في سياسة البلد الخارجية والأمنية مستقبلًا، تفعيلًا لهذا "الغروسروم المعَطَّل" ولدور والقيادة الإقليمية الفاعلة في منطقة شمال أفريقيا وغرب المتوسط.
المجموعات
- 2022 - Volume 4 - Issue 1 [10 items ]