الإسلاموفوبيا باعتبارها خطاب كراهية: جذورها الدينية والثقافية
Abstract
وصورت الإسلام باعتباره دينا همجيا، والمسلمين بأنهم اعداء حضارة، وقادت دعاية ضده، وضد مبادئه العالمية، ومسالمة شعوبه التي تعرضت حضاريا للغزو والكراهية والاستعمار، وبخاصة في العصور الحديثة بعد أن هيمنت أوروبا على العالم. وتطرح الورقة تساؤلا عن ظاهرة الإسلاموفوبيا في السياق الغربي، وعن خطاب الكراهية الناتج عنها، وما الجذور الثقافية لهذه الظاهرة المنتجة لخطاب الكراهية تجاه المسلمين؟ ومن أجل تحقيق هدفها، فإن هذه الورقة تعتمد على تحليل بعض النصوص الثقافية الدينية لرموز دينية غربية منذ فجر الاسلام إلى اليوم، وكذلك تحليل عينة من نصوص فكرية تعبر عن الاستعلاء الغربي على الحضارة الاسلامية، مما يخالف التاريخ والواقع. لمعرفة خلفية الصورة المعادية للإسلام والمسلمين، التي أدت إلى نشأة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتحولها إلى خطاب كراهية، في مختلف وسائل الاتصال والتواصل. ولعل من أهم النتائج التي تصبو إليها هذه الورقة هي أن تفتح باب المراجعة الثقافية؛ الدينية والفكرية الغربية نحو الإسلام، والانفتاح عليه، وتجاوز عقدة الحروب الصليبية، من أجل بناء فهم علمي واقعي للإسلام كما هو، وللمسلمين كما هم وليس كما يتم تخيلهم. وكذلك فتح باب التعاون الحضاري والعيش المشترك بدل الصراع من جهة أخرى، وبخاصة أننا في عالم صار مصير كل شعوب البشرية مترابطا بعضه ببعض.