المراسم الدبلوماسية بإيالة تونس خلال القرن الثامن عشر حسب مذكرة فرنسية
الملخص
إن الممارسات والتفاعلات الدبلوماسية تمثل حقلا هاما ومفصليا في تاريخ العلاقات الدولية. وقد كان الباحثون مهتمين خاصة بالعادات والاحتفالات التي تبرز ، لا فقط هيبة الدولة وتحدد مكانة الممثلين الدبلوماسيين ولكن أيضا مراقبة العلاقات الدولية (1). لذلك لا يمكننا فهم مفاهيم متعددة مثل المشروعية ،العدالة التعايش الرابطة الاجتماعية المخيال السياسي بصفة كلية - دون مساءلة الإرث الثقافي(2) الذي تنشط فيه - وتحتويه. يصبو هذا العمل إلى تبصر تجليات المراسم الدبلوماسية بإيالة تونس خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر وذلك من خلال مرجعية تستند بدرجة أولى إلى مذكرة محفوظة بالأرشيف الفرنسي (3) ، وتستأنس بالدراسات التاريخية الحديثة العربية والأجنبية التي اعتنت بالمراسم بوصفها أدوات بحثية في فهم واستيعاب تاريخ التفاعلات الدبلوماسية بإيالة تونس والوقوف على مسألة الأفضلية أو الأسبقية الدبلوماسية. ويرنو هذا العمل إلى إعادة تشكيل بعض جوانب مبدأ الأسبقية الدبلوماسية الفرنسية بإيالة تونس من خلال دراسة وتحليل بعض المراسم الدبلوماسية مثل موكب مرور الفرق الموسيقية من أمام القنصليات الأوربية والتحيات والهدايا المتبادلة ومقابلة الباي وغيرها استنادا إلى مذكرة فرنسية مؤرخة بسنة 1777. وفي هذا الصدد تزودنا المذكرة بمعطيات قيمة عن المظاهر الاحتفالية والممارسة الدبلوماسية المرتبطة بها وسنعمل على تحليل التصورات الحافة بهذه الممارسات من قبل مدون المذكرة كمعايير انتقالية للتجارب الاجتماعية التي خاضها القناصل الفرنسيون بإيالة تونس. أخيرا يهدف العمل إلى توضيح ما إذا كانت مسألة الأسبقية الفرنسية بالإيالة نتاجا لمطالبة القناصل بها أم أنها ثمرة مفاوضات جارية مع البلاط الحسيني وسنحاول أيضا شرح كيفية النظر إلى المراسم الدبلوماسية بمعنى هل كانت مجرد مجموعة من الرموز والعلامات أو الضوابط التي كان يتوجب مراعاتها أم مجموعة من التجارب والممارسات المعينة؟ هل كانت مسألة الأسبقية الفرنسية بإيالة تونس نتاجا لمطالبة القناصل بها أم أنها ثمرة مفاوضات جارية مع البلاط الحسيني؟
DOI/handle
http://hdl.handle.net/10576/38654المجموعات
- الإنسانيات [152 items ]