جماليات البديع المعنوي و وظيفته الفنية
الملخص
من المعلوم أن الملتقى - في أي عملية إبداعية - إنما يستقبل الأثر الفني بعقله وبمختلف حواسه وجميع قواه المدركة .
واذا كان النقاد والبلاغيون العرب القدامى لم يهتموا بسيكولوجية المتلقى وما يبذله من جهود ذاتية في تلقي العمل الأدبي ، فإنهم ما فتئوا يسجلون ملاحظاتهم الانطباعية عن تأثير الفعل الفني في وجدان هذا المتلقي . وكثيرا ما كانت ملاحظاتهم هذه منصبة على نقاط استقبال معينة مركوزة . إما في قوى إدراك التلقي الذهنية وقدراته العقلية ، واما في صميم حواسه وقوى التخيل والتذكر لديه . ومن هنا بالذات كانت نظرتهم إلى العمل الأدبي الذي حددوا له سبيلين اثنين يسلكهما إلى متلقيه فهو إما أن يستقبل الصورة الفنية - والبديع صورة فنية - بعقله بعد عملية تفكير وينفعل لها انفعالا ذهنيا . وهذا يتطلب توافر شروط الإبانة والإفهام ، أي أن الاستجابة الانفعالية - لا تحدث إلا بعد عملية فهم واستيعاب . واما أن يتلقى هذ، الصورة بحواسه ووجدانه فينفعل لها انفعالا حسيا ونفسيا ، وهذا يتطلب توفير شرط المثير المناسب من إيقاعات موسيقية أو صور صوتية ولفظية فيها فن وابداع وأصالة مثلما ركزوا على ذلك في كثير من ألوان البديع اللفظي التي درسوها .