البديع: بحث في نشأة المصطلح و مفهومه
الملخص
يكاد يجمع دارسو البلاغة العربية - قديما وحديثا - على أن عبد الله بن المعتز (ت 296هـ) ، هو أول من ألف في البديع، ويعدون عمله الشهير "كتاب البديع" الحجر الأساسي في بناء صرح هذا الفن الذي اتخذ شكله التام، و "بلغ ذروته في نهاية القرن السادس والنصف الأول من القرن السابع بظهور مؤلف أسامة بن منقذ "البديع في نقد الشعر" ومؤلف زكي الدين بن أبي الإصبع (ت654هـ) المسمى "بديع القرآن".
وعلى الرغم من هذا الإجماع، وبالرغم من تصريح ابن المعتز نفسه بأنه أول من ألف في هذا العلم، إلا أن البلاغيين يفضلون أن ينتزعوا منه قصب هذا السبق، ويمنحوه الجاحظ (ت 255هـ) الذي يعد في نظرهم أول من فطن إلى ظاهرة البديع كمذهب جديد في الصياغة الشعرية، حيث "مهدت ملاحظاته المتعلقة بالبديع في الشعر لبروز اتجاه في التأليف يرتكز على هذا الجانب، ويتجه وجهة الإحصاء والتبويب لوجوهه (المختلفة) مع محاولة تحديدها وتوضيحها بشواهد من الشعر والقرآن. وقد كان عبدالله بن المعتز فاتحة هذا الاتجاه بكتابه "البديع".