الدولة التيمورية بعد تيمورلنك 807- 906 هـ / 1405- 1500 م : دراسة سياسية
الملخص
لقد لعبت الدولة التيمورية على عهد تيمورلنك أدوارا تاريخية مهمة في أحداث المشرق الإسلامي، وتفاعلت هذه الدولة على عهد خلفاء تيمور كأحد أبرز الأطراف في صراعات إقليمية عدة ، وقاد بعض زعمائها محاولات من أجل إعادة ميزان القوى في المنطقة لصالحهم عن طريق ترسيخ وحدة البلاد التي كانت قد اختلت أعقاب وفاة تيمور سنة (807هـ / 1405 م) وتحجيم القوى السياسية الخارجية، لا سيما التركمانية التي كانت قد انتزعت أقاليم سبق لتيمور أن ضمها لدولته.
ومع أن بعض هؤلاء الزعماء كشاهرخ بن تيمور- الذي حكم من سنة 809 – 850 هـ / 1407 – 1446 م - قد أعاد هذا التوازن، وحقق أرجحية لمصلحة بلاده على حساب القره قوينلو - ذوي الخراف السود - الذين دانوا بالتبعية له على عهد زعيمهم جهانشاه، كما أفلح في إبقاء الاق قرينلو - ذوي الخراف البيض - تابعين له. فإن خلفاءه عجزوا عن الحفاظ على ما حققه لهم من مكاسب بحيث أن نتائج المجابهة التيمورية على عهد ابن سعيد - الذي حكم من سنة 855-873هـ/1452-1468م - - مع الآق قوينلو الذين كانوا قد اسقطوا دولة القره قوينلو سنة 873هـ/1468م قد قررت نهائيا الارجحية الآق قوينلوية في ميزان القوى في المنطقة حتى زوال التميوريين في مطلع القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي.